رمضان هو الشهر التاسع في التقويم الإسلامي، ويعتبر بالنسبة للمسلمين في جميع أنحاء العالم شهر الصلاة والتأمل وبالطبع الصيام لمدة ثلاثين يوما، حيث يمتنع المسلمون عن الأكل أو الشرب خلال ساعات شروق الشمس.
و يعتبر شهر رمضان الفاضل وقتا للتأمل الروحي، وتحسين الذات ، وزيادة الإخلاص والعبادة، و بالنسبة لأولئك المهتمين بتدريبهم ولياقتهم البدنية، فيقدم رمضان فرصة فريدة للتحدي و التجربة الذاتية.
و هنا يأتي هرم التساؤلات المبهمة التي يبحث عنها أولئك المهتمين بالجانب البدني أو
الذين يحتاجون إلى تحفيز للقيام بها، فما هي فوائد ممارسة الرياضة أثناء الشهر الفاضل؟ و ما هي الأسباب التي تحفزنا للقيام بها أثناء رمضان؟ و هل هناك أية مخاطر؟
فوائد ممارسة الرياضة في رمضان
أجمع الأطباء والمتخصصين على أهمية ممارسة الرياضة بشكل مستمر ودائم طوال أيام السنة للمحافظة على صحة وكفاءة الأجهزة الحيوية واللياقة الصحية والبدنية والوقاية من الأمراض المختلفة المصاحبة للحياة العصرية، لذا يجب عدم ترك ممارسة الرياضة في رمضان، بل على العكس يجب الاستمرار في ممارستها لما لها من فوائد عديدة تتمثل في ما يأتي:
1. حرق الدهون
خلال فترة الصيام يقوم الجهاز العضلي بالحصول على الطاقة عن طريق استخدام الغلوكوز الموجود في الكبد فإذا زاد المجهود البدني وزادت الحاجة إلى الطاقة وأصبحت كمية الغلوكوز بالكبد غير كافية لإمداد العضلات بالطاقة يقوم الجهاز العضلي باستخدام مصدر آخر وهو تحليل الدهون من الأنسجة الشحمية وأكسدة الأحماض الدهنية.
كما إذا قلت الأحماض الدهنية يتجه الجهاز العضلي إلى أكسدة الدهون الموجودة في الكبد، وبهذا يكون للرياضة أثناء الصيام دور جدًا فعال في خفض الوزن.
2. إنتاج الطاقة:
إنّ النشاط والحركة ينشطان جميع عمليات الأكسدة وجميع أنظمة إنتاج الطاقة في الجسم.
3. تنشيط التمثيل الغذائي
تنشيط التمثيل الغذائي من أحد فوائد ممارسة الرياضة في رمضان، إذ تعمل ممارسة الرياضة في رمضان على زيادة كفاءة عمل الكبد وتنشط عملية التمثيل الغذائي.
4. زيادة كفاءة الجهاز العضلي:
ممارسة الرياضة تُخلص الجسم من الشحوم وتُحافظ على وزن الجسم بعد الأكلات الرمضانية الدسمة والغنية بالدهون والسكريات.
5. زيادة كفاءة جهاز الدوران:
من أبرز فوائد ممارسة الرياضة في رمضان زيادة كفاءة جهاز الدوران، حيث أثناء الرياضة:
يزيد إنتاج عدد كرات الدم الحمراء وبالتالي تزيد كمية الهيموغلوبين التي تقوم بحمل ونقل الأكسجين.
يزيد إنتاج عدد كرات الدم البيضاء وبالتالي تزيد مناعة الجسم ومقاومة الأمراض.
يزيد إنتاج الصفائح الدموية مما يهيئ الجسم للتجلط السريع في حالة النزيف.
6.تقوية الجهاز المناعي:
فالرياضة تزيد من قدرة الجسم على مقاومة الكثير من الأمراض.
7.تقوية عضلة القلب والرئة:
فتساعد الرياضة على تحمل مشاق الصيام.
القضاء على الخمول: الرياضة تُقاوم الكسل الحادث بكثرة في رمضان، وتعمل على تنشط الجسم للقيام بأعباء رمضان.
8.موازنة مكونات الجسم:
ممارسة الرياضة في رمضان مهمة للمحافظة على توازن مكونات الجسم من سوائل وعضلات، ودهون، وعظام.
9.تعزيز سلامة الجهاز الحركي:
ممارسة الرياضة تُحافظ على سلامة الجهاز الحركي لتأدية وظائف رمضان بأفضل صورة.
أسباب ضرورية لممارسة الرياضة في رمضان
بعد التعرف على فوائد ممارسة الرياضة في رمضان، فلنتعرف على الأسباب التي جعلها من ضروريات الحياة في شهر رمضان.
ممارسة الرياضة في رمضان تصبح ضرورة للمحافظة على حيوية وصحة الجسم حيث أن نظام الحياة اليومي ونظام الجسم يتغير في رمضان كما الآتي:
– عدد ساعات النوم الليلي تقل ويقل النشاط البدني في النهار ويتركز في الفترة المسائية.
– النظام الغذائي يتغير من حيث عدد الوجبات، توقيت الوجبات و نوع الوجبات، حيث تتصف الوجبات بزيادة السكريات والدهون فيها.
– و أخيرا قلة الماء، لذلك تصبح ممارسة الرياضة مهمة جدا لتقوية العضلات وصحة وسلامة الجسم وللاستفادة من مميزات الصيام.
هل هناك أية مخاطر؟
أوضح خبير التغذية ورئيس المؤسسة العلمية للثقافة الغذائية في مصر مجدي نزيه، أن أفضل وقت لممارسة الرياضة يختلف من فئة إلى أخرى، فمثلا الشخص البدين يفضل له الرياضة أثناء فترة الصيام لمدة نصف ساعة يوميا، لكن يشترط ألا يكون يعاني من أمراض الكلى والقلب والشرايين.
وأضاف نزيه أن “مدة التمرين تختلف تبعا لـ”صحة الفرد”، وعامل السن يؤثر أيضا على مدة التمرين، لكن بصفة عامة يفضل ممارسة الرياضة أثناء الصيام لمدة نصف ساعة يوميا”.
وتتنوع هذه الرياضات، بحسب خبير التغذية، بين السباحة ولعب الكرة بأنواعها وركوب الدراجات والخيل والمشي، وبالنسبة للرياضات التي تتطلب مجهودا بدنيا كبيرا مثل رفع الأثقال فيفضل تأجيلها لفترة المساء بعد نحو ساعتين من تناول الإفطار.
وأفاد بأن الأفراد، الذين يعانون من أمراض الكلي والقلب وغير ذلك، ويرغبون في ممارسة الرياضة فمن الأفضل أن يتم ذلك بعد تناول الإفطار أيضًا، وذلك لأخذ جرعة كافية من المياه؛ لأن المجهود البدني الرياضي يضاعف إفراز العرق ومن ثم يحدث استهلاكا للماء في الجسم.
وحذر من خطورة ممارسة الرياضة المجهدة لمرضى الكلى ومن لديهم حصوات بولية لأنها تزيد احتمالية تواجد الحصوات، وكذلك من لديهم دهون على القلب أو أمراض الشرايين تزيد معدلات إصابتهم بالجلطات، لذلك فمن الأفضل الإقتصار على رياضة المشي، ويفضل أن يكون ذلك قبل شروق الشمس وفي فترة المساء.
وشدد مجدي نزيه في حديثه، على أهمية رياضة المشي لأي فئة عمرية، وفوائدها لجميع الأعمار مع إمكانية إضافة تمارين الأيروبكس الهوائية أيضا.
وأكد في هذا السياق أهمية اشتمال وجبتي السحور والإفطار على طعام صحي، لافتا إلى أن النشويات تحفز النشاط البدني، نافيا ما يشاع عن أن “البروتينات تبني العضلات”، موضحا أن النشويات أسرع إمدادا للجسم بالطاقة عن أي عناصر غذائية أخرى.
وأضاف أن من يكتفون برياضة المشي ينبغي أن يلتزموا أيضا بنظام غذائي وعدم اللجوء إلى تناول أية أدوية تخسيس، مؤكدا أنه لا يوجد شيء يساعد على التخسيس أكثر من الرياضة والنظام الغذائي الصحي.