شهدت مدينة القليعة التابعة لعمالة إنزكان أيت ملول، مساء أمس، حادثاً خطيراً تمثل في شجار عنيف نشب بين مجموعة من المواطنين المغاربة ومهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، أسفر عن إصابة مهاجرين اثنين بجروح بليغة، بعدما اضطرا إلى القفز من الطابق الأول من أحد المنازل هرباً من العنف، ما تسبب في تعرضهما لكسور متفاوتة الخطورة.
وحسب مصادر مطلعة لأكادير 24، فإن الحادثة اندلعت إثر خلاف تطور بسرعة إلى مواجهات جسدية، حيث تدخلت عناصر الدرك الملكي بالقليعة على وجه السرعة، وتمكنت من توقيف شخصين من بين المشتبه فيهم في الاعتداء، بينما تم نقل الضحيتين إلى المستشفى في حالة حرجة لتلقي العلاجات الضرورية.
هذا الحادث يعيد إلى الواجهة ملف المهاجرين غير النظاميين بمدينة القليعة، والذين يعيش عدد كبير منهم في أوضاع هشة وصعبة، غالباً داخل بيوت مكتراة بشكل جماعي في أحياء تفتقر إلى أدنى شروط السلامة والكرامة. وتُعد هذه الفئة من المهاجرين، الذين يتوافدون بكثافة على المدينة في انتظار فرصة للهجرة شمالاً، ضحية الإقصاء الاجتماعي والفراغ القانوني، ما يجعلها عرضة للاستغلال أو الاحتكاكات مع الساكنة المحلية.
ويطالب عدد من الفاعلين الجمعويين والحقوقيين بإيجاد حلول جذرية وإنسانية لهذا الملف، بما يضمن كرامة المهاجرين من جهة، ويحفظ أمن واستقرار الأحياء من جهة أخرى، خصوصاً مع تزايد عدد الحوادث المرتبطة بالاحتكاك بين السكان المحليين والمهاجرين غير النظاميين في الفترة الأخيرة.
وتبقى الحاجة ماسة لتدخل عاجل من السلطات المحلية والمركزية، سواء من خلال تنظيم وضعية هؤلاء المهاجرين أو تعزيز البرامج الاجتماعية والأمنية، تفادياً لتحول هذه الظاهرة إلى مصدر دائم للتوتر والانفلات في مدينة تعرف نمواً ديمغرافياً متسارعاً.
التعاليق (0)