شاطئ 17 كلم بتاغزوت… فوضى المظلات العشوائية في غياب ردع حقيقي.

أكادير والجهات

اكادير : اومشيش المصطفى

يشهد شاطئ 17 كلم بتاغزوت خلال هذا الموسم الصيفي حالة من الاستياء الكبير في صفوف المصطافين، جراء الانتشار المقلق لأصحاب المظلات والكراسي غير المرخص لهم، الذين استباحوا رمال الشاطئ وفرضوا أثمانا خيالية على العائلات، في مشهد لا يمت للقانون ولا لأبسط مقومات السياحة المسؤولة بصلة.

ورغم أن السلطات المحلية منحت تراخيص محدودة ومنظمة لبعض المستغلين، فإن ما يجري على أرض الواقع يكشف عن جيوش من المحتلين العشوائيين الذين يشتغلون خارج القانون، ويعرضون خدماتهم بأسعار مرتفعة، دون أن تطالهم يد المراقبة أو تدخلات الزجر. وهو ما حول الشاطئ إلى فضاء للفوضى، حيث يجد المصطاف نفسه محاصرا بين خيار الدفع أو الدخول في جدال مع تجار الرمال.

المصطافون عبروا عن استياء عارم من هذا الوضع، مؤكدين أن حقهم الدستوري في الاستمتاع بالملك العمومي يسلب أمام أعين الجميع، في حين تكتفي السلطات المعنية بالمشاهدة، مكتفية بدور المتفرج، وكأنها عاجزة عن مواجهة هذه التجاوزات التي تسيء لصورة المنطقة.

إن هذا التسيب الذي يخلط بين المستغلين المرخص لهم المحددين قانونا وبين الدخلاء العشوائيين، يهدد بتشويه سمعة شاطئ يعد من أجمل الوجهات السياحية بجهة سوس ماسة. كما يطرح أسئلة صريحة حول جدية الحملات الرسمية للقطع مع احتلال الملك العمومي البحري، وحماية صورة أكادير وتاغزوت كأقطاب سياحية وطنية ودولية.

المطلوب اليوم ليس مجرد معاينة الوضع، بل تدخل صارم ومستعجل يضع حدا للفوضى، وينصف المصطافين، ويعيد الاعتبار للقانون، حتى يستعيد شاطئ 17 كلم مكانته كفضاء للراحة والترفيه، لا كساحة مفتوحة للاستغلال غير المشروع.