قررت “تنسيقية أكال للدفاع عن حق الساكنة في الأرض والثروة” العودة إلى خطواتها النضالية ضد “مصادرة أراضي المواطنين بسوس، واستفحال الرعي الجائر”، حيث من المرتقب أن يخوض فرعها بتزنيت احجاجا جهويا أمام مقر عمالة الإقليم يوم غد الأحد 27 يونيو الجاري.
ويأتي هذا الاحتجاج وفقا لما ذكرته تنسيقية “أكال” ردا على “استمرار سياسة صم الآذان أمام معاناة ومآسي المواطنين بقبائل سوس، فضلا عن غياب أي تفاعل جدّي مع مطالبهم”.
هذا، وستندد التنسيقية في الاحتجاج نفسه ب “مصادرة مئات آلاف الهكتارات من أراضي المواطنين الذين توارثوها أبا عن جد لقرون وتصرفوا فيها وفق أعرافهم المحلية”، كما ستحتج على مخطط استراتيجية غابات المغرب 2020-2030، الذي تقول أنه “أدى إلى انتزاع الأراضي من أصحابها الأصليين بدون وجه حق”.
وإلى جانب ذلك، ترفض التنسيقية مخطط المراعي، المنفّذ ما بين سنة 2014 و2016، والذي يشمل مساحة ستة عشر مليون هكتار، توجد أغلبها في مناطق سوس، ذلك أنه “لا يخدم الرعاة، بل يخدم المافيات التي تمارس نشاطها في الرعي الجائر”، وفقا لما ذكره حمو الحسناوي، الناطق باسم التنسيقية.
وتجدر الإشارة إلى أن الخطوة الاحتجاجية المزمع تنظيمها يوم غد ليست الأولى من نوعها، حيث سبق للتنسيقية أن خاضت مسيرات وطنية حاشدة في مدينتي الدار البيضاء والرباط، انتهت بلقاء ممثلين عنها مع رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، لتدارس مجموعة من الإشكالات المتعلقة بمصادرة الأراضي بسوس ماسة.
في هذا الصدد، أفاد حمو الحسناوي، الناطق باسم “تنسيقية أكال للدفاع عن حق الساكنة في الأرض والثروة”، بأنّ اللقاء الذي جمع ممثلي التنسيقية مع رئيس الحكومة “كان عبارة عن جلسة استماع لمعاناة وشكاوى السكان”، مضيفا أنه “تم الاجتماع لاحقا بوزير الفلاحة، فضلا عن طرق أبواب الجهات المعنية، لكنّ مطالب التنسيقية ظلت عالقة”، وفق تعبيره.
وأضاف ذات المتحدث أن الاجتماع الذي عقده رئيس الحكومة مع أعضاء تنسيقية أكال “كان على الهامش، ولم يتم توقيع أي محضر له”.
وعلى ضوء ذلك، فإن التنسيقية المذكورة تطالب بوضع حد لمصادرة أراضي المواطنين في سوس، ومنها تلك التي تضم شجر الأركان، كونه يمثل المصدر الثاني للدخل في العالم القروي بالجهة.
وبالإضافة إلى ذلك، تطالب ذات التنسيقية بالقطع مع “سياسة التهميش الممنهجة ضد المنطقة، واقتراح حلول للموضوع، خاصة في ظل انعدام أي استفادة على أرض الواقع للساكنة من عشرات الملايير المخصصة لتنمية العالم القروي”.