سوس ماسة على خارطة الاستثمارات السعودية.. فرص واعدة في الطاقة والفلاحة والسياحة بأكادير

أكادير والجهات

agadir24 – أكادير24

انطلقت، في أواخر يونيو 2025، زيارة رسمية لوفد اقتصادي سعودي رفيع المستوى إلى المغرب، يضم أكثر من 30 شركة تنشط في قطاعات اقتصادية استراتيجية. وتكتسي هذه الزيارة أهمية خاصة لجهة سوس ماسة ومدينة أكادير، التي وُضعت ضمن المحاور الجاذبة للاستثمار في العروض المقدّمة من الطرف المغربي.

وتأتي هذه الزيارة في إطار رؤية السعودية 2030، التي تستهدف تنويع الشراكات الدولية، وتعزيز الحضور السعودي في الأسواق الإفريقية، بما فيها المغرب الذي يُعتبر بوابة لوجستية واستثمارية نحو القارة. وقد أكد اتحاد الغرف السعودية في بيان رسمي نقلته صحيفة الاقتصادية (28 يونيو 2025)، أن الزيارة تسعى إلى خلق شراكات حقيقية طويلة المدى تتجاوز المنطق التقليدي للتبادل التجاري.

يرأس الوفد السعودي حسن بن معجب الحويزي، رئيس اتحاد الغرف، الذي أشار إلى أن الزيارة تشمل لقاءات رفيعة مع كبار المسؤولين المغاربة، من بينها وزارتي الاستثمار والصناعة، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات. وشكلت جهة سوس ماسة وأكادير أحد محاور النقاش الرئيسية، باعتبارها منطقة ذات جاذبية عالية للاستثمار، خاصة في قطاعات الفلاحة، الصناعات الغذائية، والسياحة الإيكولوجية.

في هذا السياق، يراهن المستثمرون السعوديون على الطاقة المتجددة كأحد أعمدة التعاون، مستحضرين ريادة المغرب في هذا المجال من خلال مشاريع كبرى كمحطة “نور” بورزازات، ما يُمكن أن يشجع شركات سعودية مثل “أكوا باور” على توسيع أنشطتها في مناطق أخرى كأكادير وورزازات. صحيفة الشرق الأوسط (28 يونيو 2025) نقلت عن الحويزي تفاؤله بمستوى النضج الذي بلغه المغرب في هذا القطاع.

أما في مجال البنية التحتية، فقد حاز ميناء طنجة المتوسط على اهتمام خاص، غير أن الوفد عبّر كذلك عن اهتمامه بالمجالات اللوجستية في الجنوب، بما في ذلك إمكانيات ربط أكادير بشبكات توزيع بحرية وبرية فعّالة، ما من شأنه أن يعزز موقع سوس ماسة كمركز اقتصادي إقليمي.

ورغم العلاقات الممتازة بين المغرب والسعودية، إلا أن حجم التبادل التجاري السنوي لا يتعدى 5 مليارات ريال سعودي، منها فقط 13% تمثل واردات السعودية من المنتجات المغربية. صحيفة الاقتصادية اعتبرت أن هذا الرقم مرشح للارتفاع، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد بالمناطق الداخلية خارج محور الرباط-الدار البيضاء.

أجندة الوفد السعودي تضمنت أيضًا لقاءات مع مسؤولي الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، حيث تم تقديم حوافز وتسهيلات جبائية للمستثمرين، مع التركيز على المناطق الجهوية ذات الإمكانات الواعدة، مثل أكادير وسوس ماسة. وأكدت جريدة هسبريس (28 يونيو 2025) أن الوفد السعودي تلقى عروضًا شاملة بشأن مناخ الأعمال والتحفيزات المتوفرة في الجهة.

وفي تصريح لهسبريس، أكد الحويزي أن بلاده “لا تبحث عن استثمارات عابرة أو مؤقتة، بل عن شراكات استراتيجية مندمجة في الاقتصاد الجهوي، تحقق قيمة مضافة للمنطقة وسكانها، وتنسجم مع التوجه الجديد للبلدين نحو اقتصاد منتج ومتنوع”.

من خلال هذه الزيارة، تبدو جهة سوس ماسة، وعلى رأسها أكادير، على موعد مع فرص استثمارية جديدة قد تُترجم إلى مشاريع واقعية في قطاعات الفلاحة والطاقة والصناعات الغذائية والسياحة، ما من شأنه أن يعزز مكانة الجهة كقطب اقتصادي واعد في الجنوب المغربي، وفاعل مهم في العلاقات المغربية السعودية.