يعتبر حفظة القرآن الكريم ودارسو علومه وأصوله إحدى الفئات التي تضررت من جائحة كورونا، وحرمت بفعل تداعيات الحجر الصحي وإجراءات الإغلاق التام أو الجزئي من العودة إلى أنشطتها الطبيعية، في الوقت الذي انصب فيه الاهتمام على العديد من القطاعات والمجالات التي تضررت من الجائحة دون التلميح إلى هذا المجال.
في هذا السياق، وجه طلبة الكتاتيب القرآنية بسوس ماسة رسالة إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، يطالبونه فيها التعجيل بالسماح لهم بالعودة إلى ألواحهم، بعد أن حالت بينهم وبينها الجائحة لما يقارب السنة.
وتأتي هذه الرسالة، بعد تأشير الوزارة الوصية باستئناف الدراسة في معظم مدارس التعليم العتيق بالمغرب، إن بشكل حضوري أو عن بعد، في حين لم يتم التأشير لكتاتيب القرآن الكريم بالعودة إلى مزاولة مهامها التي تتمثل في تحفيظ كتاب الله للراغبين على يد شيوخ المساجد وأئمتها.
إلى ذلك، شدد طلبة الكتاتيب القرآنية على رغبتهم الحثيثة في العودة إلى تلقي دروسهم و حفظ القرآن بالمساجد التي جرى التأشير بممارسة الصلوات الخمس فيها منذ فترة طويلة، والتي يرتادوها المصلون باستمرار في حين يمنع عنها حفظة كتاب الله.
واستنكر طلبة الكتاتيب القرآنية بسوس ماسة في رسالتهم استئناف الدروس التعليمية في كل المجالات، باستثناء الكتاتيب القرآنية، مشددين على أن الحياة ومشاقها قد نالت من أغلب حفظة كتاب الله، في حين تأمل قلة قليلة منهم أن تنال رسالتهم آذانا صاغية لدى الوزارة الوصية.
واعتبر حفظة كتاب الله في رسالتهم أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تتعامل بنوع من “التقصير” مع ملفهم المطلبي، حيث سبق أن مناهم الوزير أحمد التوفيق بوعود وأخرى كان آخرها فتح الكتاتيب القرآنية الشهر المنصرم، دون أن يكون لذلك أثر على أرض الواقع.
وختم حفظة كتاب الله رسالتهم مناشدين وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالتدخل من أجل الوفاء بوعوده و تمكين العديدين من العودة إلى ألواحهم وشيوخهم واستئناف مسار حفظ كتاب الله، لمنع ضياع ما بذلوا من جهد في سبيل ذلك قبل أن تقطع عليهم الجائحة السبل.