من المرتقب أن تشهد سماء مكة المكرمة اليوم الأحد ظاهرة فلكية سنوية، تتمثل بتعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة، ما يتسبب باختفاء ظل الكعبة وجميع الأجسام الموجودة في منطقة التعامد.
هذا، وستتعامد الشمس فوق الكعبة للمرة الأولى خلال العام 2023، اليوم الأحد الساعة 12:18 ظهرا بتوقيت مكة المكرمة، وذلك بحلول أذان الظهر.
وأوضحت الجمعية الفلكية في جدة، أن لحظة التعامد ستصل الشمس إلى أقصى ارتفاع لها بمقدار 90 درجة تقريبا، ما سيؤدي إلى اختفاء ظل الكعبة تماما، وكذلك ظلال جميع الأجسام في مكة، ليصبح ظل الزوال صفرا.
ونوهت بأن المناطق الواقعة في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالا وجنوبا تشهد ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة مرتين في السنة، ولكن في أوقات مختلفة تعتمد على خط عرض ذلك المكان، وتتميز به أماكن قليلة محصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي.
وتشهد سماء مكة المكرمة ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة مرتين سنويا، نتيجة ميل محور دوران الأرض بزاوية قدرها 23.5 درجة، ما يؤدي إلى انتقال الشمس “ظاهريا” بين مداري السرطان شمالا والجدي جنوبا، مرورا بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حول الشمس.
ونتيجة لموقع الكعبة المميز بين خط الاستواء ومدار السرطان، تتشكل هذه الظاهر مرتين الأولى عند انتقال الشمس من خط الاستواء إلى مدار السرطان خلال شهر مايو من كل عام، والثانية عند عودة الشمس جنوبا إلى خط الاستواء قادمة من مدار السرطان في شهر يوليو من كل عام.
وفي سياق متصل، أعلنت جمعية الإمارات للفلك، أن ظل الظهيرة سيتلاشى خلال الأيام المقبلة في المناطق الجنوبية للدولة، ومنها أم الزمول وجيسورة ومزيرعة و ليوا و مدينة زايد و القوع.
وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية ابراهيم الجروان، إن الشمس ستتعامد في هذه المناطق ابتداء من الـ 6 من يونيو – الـ 7 من يوليو المقبلين على دوائر العرض التي تشمل المناطق الجنوبية من الإمارات، بحيث يكون انعدام ظل الزوال مع وقت الظهر حوالي الساعة 12:25 ظهرا بتوقيت الإمارات.
وأشار إلى أن أول تعامد لشمس الظهيرة على أقصى جنوب الإمارات سيكون في الـ 6 من يونيو قرب منطقة أم الزمول ومن ثم ستزحف نحو الشمال لتصل مدينة زايد مع موعد الانقلاب الشمسي الصيفي في الـ 21 منيونيو، ومن ثم تعود نحو الجنوب قرب أم الزمول في الـ 8 من يوليو، لتنتقل بعد الـ 10 من يوليو نحو الجنوب خارج حدود الإمارات، ليبدأ ظل الزوال بالتمدد.
واستخدمت ظاهرة التعامد منذ القدم لتحديد اتجاه القبلة بطريقة دقيقة، وذلك باستخدام قطعة من الخشب تنصب بشكل عمودي على سطح الأرض عند وقت التعامد، ومن خلال الظل يتم تحديد القبلة، بحيث يكون الاتجاه المعاكس للظل مؤشرا نحو الكعبة، وذلك لكافة القاطنين في المناطق البعيدة عن مكة في الدول العربية والمناطق المجاورة للقطب الشمالي وإفريقيا وأوروبا والصين وروسيا وشرق آسيا.
كما تستغل هذه الظاهرة في العديد من الحسابات الرياضية كحساب محيط الكرة الأرضية دون الحاجة للتقنيات الحديثة، باستخدام بعض القواعد البسيطة في علم الهندسة، والتي يعود تاريخها إلى لأكثر من 2000 عام، كما تعتبر دليلا مباشرا على كروية الأرض.