سخط كبير على حظر التنقل الليلي في رمضان، ومخاوف من تداعيات نفسية في صفوف المواطنين.
أثار بلاغ الحكومة الصادر أول أمس الأربعاء 7 أبريل الجاري، سخط الكثير من المغاربة، وذلك نظرا لما حمله من قرارات تقضي بحظر التجوال الليلي خلال شهر رمضان، ابتداء من الثامنة مساء إلى السادسة صباحا، فضلا عن الاستمرار في العمل بذات الإجراءات الاحترازية المتخذة سلفا لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد.
وحز في نفس الكثير من المغاربة حرمانهم من أداء صلاة التراويح في المساجد للسنة الثانية على التوالي، فرغم عدم صدور بلاغ وزارة الأوقاف بهذا الشأن بعد، إلا أن البلاغ الحكومي كان واضحا فيما جاء به من قرارات.
ولعل موجة السخط العارمة هي تلك التي اجتاحت أرباب المقاهي والمطاعم، حيث سيلزمون بالتوقف عن الخدمات التي يقدمونها نهارا بسبب فترة الصيام، وليلا بسبب القرارات الحكومية، وهو ما اعتبره كثير منهم المسمار الأخير الذي دق في نعش هذا القطاع ومستخدميه ومهنييه.
وترجم جميع هؤلاء، كل من منظوره، حجم المعاناة التي ستكبدها له القرارات الحكومية الجديدة، حيث عجت وسائل التواصل الاجتماعي منذ حوالي يومين بالتدوينات والوسوم المنتقدة لقرارات الحكومة، والتي اعتبر البعض أنها تشمل بعض القطاعات فقط دون الأخرى.
وتحدث مواطنون كثر عن التبعات النفسية الوخيمة لقرارات الإغلاق خلال شهر رمضان، حيث إن ذلك من شأنه حرمان العائلات المغربية من متنفس ليلي يقضون فيه أوقاتهم رفقة أبنائهم وعائلاتهم في الخارج، سواء في المقاهي أو الحدائق أو غيرها من الأماكن العامة.
وبات مواطنون آخرون متخوفين من عودة الآثار النفسية الحادة لأبنائهم، والتي عانى منها الأطفال والمراهقون على وجه الخصوص خلال فترة الحجر الصحي المفروض العام الماضي، بما في ذلك التوتر وشدة القلق والانطواء، الأمر الذي وصل لدى بعض الحالات حد الاكتئاب.
ولعل من بين أبرز الظواهر التي طفت على السطح خلال الحجر الصحي الماضي هي ارتفاع حالات الانتحار والعنف المنزلي، خاصة في صفوف الزوجات، الأمر الذي جعل الكثيرات يعتبرن اليوم بأن الحكومة أغفلت الكثير من الجوانب النفسية عندما قررت إعادة فرض حظر التنقل اليلي خلال رمضان.
يذكر أن المندوبية السامية للتخطيط كانت قد أنجزت دراسة في العام 2020 حول الصحة النفسية للمغاربة و آثار الجائحة على نفسية المواطنين، كشفت فيها عن أن معدلات الاضطرابات النفسية من قبيل الاكتئاب، والقلق، والوسواس القهري ونوبات الهلع قد ارتفعت بشكل كبير خلال العام المنصرم.
وبالأرقام، قالت المندوبية بأن 41% من المغاربة أصيبوا بأعراض ذات صلة بالقلق منذ ظهور جائحة كورونا في البلاد، و30% أصيبوا برهاب الأماكن المغلقة، فضلاً عن 24% آخرين عانوا من الأرق المزمن، خاصة في المدن مقارنة بالقرى والبوادي.