وجهت ساكنة حي المحيط ” تامحروشت” عريضة احتجاجية وقعها قرابة 536 من ساكنة الحي رجالا ونساء ، لدى أكادير 24 نسخة منها، عبروا من خلالها على سخطهم على الوضعية المزرية لحيهم ، بسبب العزلة والتهميش والإقصاء من المشاريع التنموية ومن توقف وتعثر مشاريع توسعة شبكتي الماء الصالح للشرب والكهرباء ؛ رغم مرور أزيد من 10 سنوات على ضمه للجماعة الترابية لسيدي إفني بعد أن كان تابعا لجماعة تيوغزة، مطالبين الحسن صدقي بصفته ممثل صاحب الجلالة على إقليم سيدي إفني بالتدخل العاجل لدى الجهات المنتخبة بالمدينة والإقليم والجهة ولدى القطاعات الخارجية ذات الصلة، من أجل إعادة تهيئة الحي المذكور وبرمجة مشاريع تنموية في مجالات عدة للنهوض بالحي الذي يتوفر على بنية ديموغرافية لا يستهان بها.
فعلى مرمى العين من مدينة سيدي إفني، وعلى بعد قرابة كيلومترين أو ثلاثة من مركز العمالة ، يوجد حي المحيط “تامحروشت ” الذي ينتمي للجماعة الترابية لسيدي إفني، العزلة والتهميش سمتان تميزان هذا الحي، ضعف ورداءة الشبكة الطرقية وقلة وانعدام الإنارة العمومية ، توقف أشغال منشأة فنية لدخول الحي وضيقها الشديد، انعدام أبسط الخدمات( الصرف الصحي نموذجا) ، هذه المشاكل والإكراهات حولت حياة السكان البسطاء لجحيم لا يطاق حسب تصريحهم للجريدة، فحي المحيط “تامحروشت” أصبح عنوانا عريضا للعزلة والتهميش،حيث أكدت تصريحات متطابقة لمجموعة من المواطنين القاطنين بهذه المنطقة الشبه حضرية لأكادير 24 مطالبتهم الشديدة لأعلى سلطة بالإقليم وعلى وجه الاستعجال بالتدخل لفك العزلة التهميش عن حيهم نظرا لغياب أبسط التجهيزات وحقوق الحياة اليومية للسكان، بالإضافة إلى تآكل البنية التحتية للحي، حيث ظلت هي العنوان العريض لواقع التهميش والعزلة الذي تعيشه الساكنة، فعلى طول حي المحيط ، تقبع العديد من الأسر المهددة بالأمراض والأوبئة من جراء تطاير الغبار والأتربة ومياه الواد الحار النتنة خاصة خلال فصل الصيف بسبب غياب قنوات الصرف الصحي بالحي، وأمام منطق اللامبالاة الذي ووجهت به مراسلات وشكايات عدد كبير من ساكنة الحي، لم يجدوا من خيار سوى التقدم بهذه العريضة الاحتجاجية لعامل إقليم سيدي إفني، راجين منه تحقيق آمالهم ووضع حد لآلامهم التي عمّرت لأزيد من 10 سنوات.
https://www.facebook.com/agadir24/videos/799784117438909/
هذا ويفتقر حي المحيط” تامحروشت” كليا للفضاءات الترفيهية، ودور الشباب، وملاعب القرب، وهو ما يترك شباب المنطقة عرضة للضياع والسقوط في فخ الانحراف، الذي يقود بدوره للعديد من السلوكات المشينة التي بدأت تعرف طريقها بدإلى الحي السالف الذكر، حيث يعاني ساكنة الحي من انتشار الروائح الكريهة الناتجة عن إفراغ المياه الآسنة بالهواء الطلق لغياب شبكة للصرف الصحي، علاوة على كون الحفر “المطامر” التقليدية المستعملة في تخزين المياه العادمة ، والتي مر على إنشاء بعضها سنين كثيرة، أصبح انتشارها بالحي يهدد دور كثيرة بالانهيار بعد تسرب هذه المياه نحو أساسات المنازل ونفاذها حتى للمياه الجوفية.
ولا غرابة يوضح ” ب.ع ” وهو واحد من ساكنة المنطقة أن ترى أطفالا صغارا يلهون بالقرب من مجاري المياه الآسنة التي تتخذ طريقها مباشرة في الممرات، ويضيف أن الساكنة ضاقت ذرعا باللامبالاة المنتهجة في حقها، وأصبحت الشروط الصحية غائبة حيث يضطر القاطنون بإحكام إغلاق منازلهم ونوافذهم في عز الصيف لتفادي دخول الروائح والحشرات الضارة لمنازلهم.
جدير بالذكر أن سكان “تامحروست” نظموا في الأمس القريب وقفات احتجاجية أمام مقر العمالة السابق نظرا لعدم قيام المسؤولين برفع هذا الضرر الذي أصبحت نتائجه تتسع مع قدوم الصيف حيث تكثر الحشرات الضارة والناقلة للأمراض مثل الناموس والذباب، التي تختار مثل هذه المستنقعات، للعيش والتزاوج، هذا الواقع حول حياة السكان إلى جحيم، علاوة على كثرة الأمراض التي أصبحت تنتشر بكثرة في صفوف الساكنة، بالإضافة إلى نذرة توسعة شبكتي الماء الصالح للشرب والكهرباء، وحسب لجنة متابعة الشأن المحلي ب”تامحروشت” التي تأسست مؤخرا فستعمل على مراسلة الجهات الرسمية في أعلى مستوى في هذا الموضوع للاستفسار عن سبل وقف هذا الضرر الذي لا يعقل أن يستمر في ظل الحديث المتكرر للجهات الرسمية عن ضرورة احترام الضوابط البيئية وقوانين التعمير… ، وسبق كما قلت، لساكنة حي المحيط أن خرجت للاحتجاج للمطالبة بفك العزلة عنها، وربط منازلها بالماء الشروب والكهرباء، وحسب عضو بلجنة تتبع الشأن المحلي، فإن ذلك أتى بعد أن نفذ صبر ساكنة الحي من لفت انتباه المسؤولين لحالة العزلة والتهميش المتفشية،ومن بين أهم المطالب التي جعلت الساكنة توجه عريضة احتجاجية لعامل الإقليم، أن غالبية المنازل غير مرتبطة بالكهرباء رغم توفر أصحابها على رخص السكن والمصالح المختصة بالمكتب الوطني للكهرباء بسيدي إفني لازالت تستخلص مبلغ مايسمى بالكهربة القروية، ثم المطالبة بتوفير شبكة الصرف الصحي بالحي.
وفي تصريح لأحد سكان حي المحيط” تامحروشت” ( م .ز ) أشار إلى أن الحي لم ينل بعد حظه من التنمية وفك العزلة ولم يستفد من أي مشروع تنموي رغم تواجده عند مدخل مدينة سيدي إفني، رغم أنه يعتبر ذو كثافة سكانية كبيرة.
وفي انتظار أن تستجيب السلطات الإقليمية بسيدي إفني لمطالب الساكنة العادلة ، يحذو لجنة تتبع الشأن المحلي بحي المحيط”تامحروشت” بسيدي إفني أمل كبير بأن يتم تفهم مطالبهم البسيطة، وإنهاء محنتهم المستمرة مع قنوات المياه العادمة التي تهدد صحتهم وصحة أطفالهم، وكذا توفير التجهيزات الأساسية التي يوجد على رأسها مركز صحي وملاعب للقرب ومؤسسة إعدادية والفضاءات الخضراء والمنتزهات والحدائق العمومية كجزء من جبر الضرر عن حي تابع للجماعة الترابية لسيدي إفني آهل بالسكان ويستحق كل العناية والاهتمام.
المراسل