كان لساكنة أكادير اليوم مع الساعة الخامسة مساء ب”ساحة الود” ، موعد مع أول أنشطة المهرجان الدولي للفلكلور التقليدي- “الحكاية الشعبية “- في شخص “زكرياء زاكي” مدير جمعية رياح الثقافة و الفنون ، الذي تقمَّص دور الحكَواتي من خلال تنشيط ما يُسمى في الموروث الثَّقافي المغربي الشّعبي ب “الحلقة” وسط إقبال لافِت لقاطني مدينة أكادير من مُختلف الأعمار ، الذين شاركوا بدورهم في إنجاح النَّشاط ، عن طريق الإجابة على الألغاز المُضمَّنة في “الحجَّايات” و التي تُعتبر جُملة من الحكايات تُلقيها الأمهات المغربيات لأطفالهنّ قبل النَّوم.
و في تصريح له للمرصد الجامعي لمهن و مُمارسات الإعلام، اعتبر الفنان “زكرياء زاكي” المهرجان فُرصة للتعريف بالفنون الشعبية المحلية من خلال مُختلف الأنشطة التي يعِدُ بها المهرجان و الَّتي ستساهم بلا شك في الإشعاع الثقافي و الفني لجهة سوس ماسة درعة . شاكرا الجمهور الأكاديري العريض الذي تفاعل بشكل إيجابي مع عرضه الفُلكلوري الذي يندرج في إطار مسرح الشارع و الحلقة.
تَلا فِقرة الحكاية الشعبية ، أول مجموعة مُشارِكة في المهرجان ، و هي فرقة تركية ، متكونة من أربَع أفراد ذكور و عُنصر أُنثوي وَحيد ، شرعَت في أداء سلسلة من الرَّقصات الشعبية ، اصطَّف فيها المُشاركون على رتْل واحد بزيهم الأخضر العسكري المُوحَّد ، مع توسُّطهم للعُنصر الأنثوي فيما يُشبه رقصات “الدّبكة” في بلاد الشام و التّي غالبا ما تؤدَّى في الهواء الطلق والفسحات الكبيرة .
و قد شملَت هذه الرَّقصات حسَب المُستعرضة “زينب بوجي إيجما” : رقصات ( الباي ، الهالاي ،الهورون ، الزيبيك ، كافكاس ) التي يزخر بها فلكلور دولة العثمانيين و التي سعِدَت بمُشاركتها مع الجمهور المغربي ، لِكونه يُعتبر من أبرز المُتتبعين للسينما التركية و الشَّأن التركي عموما .
يُعتبر المهرجان الذي تحتضنه مدينة أكادير خلال الفترة الممتدة من 6 إلى 10 مارس، أوّل مهرجان دولي للفلكلور بالمغرب ، و ثاني مِهرجان من نوعه بإفريقيا بعد دولة مِصر ،من تنظيم جمعية “فلامون للفن و التنمية السوسيوثقافية” بشراكة مع عدة جهات كالمجلس الجهوي لسوس ماسة و كذا كلية الآداب و العلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر و المرصد الجامعي لمهن و ممارسات الإعلام بالإضافة إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة.
وَ سيَعرفُ المهرجان مُشاركة تسع فرق للفلكلور الشعبي من مختلف ربُوع المَملكة كمجموعة أكلكال تاليوين ومجموعة عبد العالي الصحراوي ومجموعة تاسكيوين و مجموعة فاطمة الهوارية ومجموعة زاكورة تمشكاد ومجموعة كناوة ومجموعة أحواش ، فضلا عن مُشاركة أربع فرق أجنبية شدَّت رِحالها من رومانيا و روسيا و تركيا و كوريا الجنوبية نحو عروس الجنوب سوس ، في إطار تلاقح الثقافات الذَّي يُعتبر الهدف الأسمى للمهرجان.
في الختام أفاد المدير الفني للمهرجان “معاذ غازي” على أن برنامج الدورة يتضمن فقرات متنوعة ، تتمثَّل في عروض أزياء تقليدية، و سهرات فنية سيحتضنها كل من مسرح الهواء الطَّلق و ساحة الصحراء و ساحة أكورا وساحة أيت سوس و كورنيش مدينة أكادير . بالإضافة إلى مُلتقيات دولية حول “التراث الثقافي العالمي” و التي ستُقام بكلية الآداب و العلوم الإنسانية “ابن زهر” يومي الجمعة و السبت المُقبلين من شهر مارس الجاري .
أسماء السهلاوي
ماستر مهن و تطبيقات الإعلام
الدفعة السادسة