نستهل رصيف بعض الأسبوعيات من “الأسبوع الصحفي”، التي أفادت بأن رئيس الحكومة المعفي والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، قاطع حفل تكريم عبد الرحمان اليوسفي يوم عيد ميلاده 8 مارس، وأثناء تقديم كتابه “أحاديث في ما جرى”، والذي حضره ضيوف كبار من المغرب ومن خارج المملكة.
ونسبة إلى مصدر مطلع فإن بنكيران لم يعد يبرح بيته إلا إلى بيت نجله، كما أنه بات لا يستجيب لعدد من الدعوات التي يتوصل بها، سواء تعلق الأمر بحفلات خاصة بالعائلة أو حفلات رسمية؛ وهذا ما يدفع إلى طرح سؤال “هل يدخل رئيس الحكومة السابق عهد الصمت المطبق كما دخله اليوسفي قبله؟”.
المنبر الإعلامي نفسه ذكر أنه بعد سنوات من سياسة غض البصر عن المخالفات التي كانت ترتكبها السيارات التابعة للبعثة الأممية “المينورسو” في الصحراء، أصبح مشهد تحرير مخالفات السير والجولان في حق سيارات الأمم المتحدة بالأقاليم الجنوبية، مثل العيون، مشهدا مألوفا، وهو مؤشر على صيغة التعامل المغربي مستقبلا مع الأمم المتحدة وأجهزتها في ما يتعلق بالصحراء.
ونشرت “الأسبوع الصحفي”، كذلك، أن صواريخ جو ـ جو قصيرة المدى “إيريس ـ تي” على المروحيات يمكن أن تكون قريبا تحت التصنيع المحلي في المغرب، وأن هذا التقدير تشاركه عواصم دول غربية في العاصمة الرباط. وقرر المغرب في وقت سابق إطلاق صناعة حربية، لكنها بقيت في مراحلها الأولى. وتؤكد التقديرات الغربية الأخيرة أن تهديد “الكركرات” حول ميزانية مهمة للعمل اللوجيستيكي، استعدادا للمواجهة.
وورد في المنبر نفسه، نسبة إلى مصدر دبلوماسي، أن إسرائيل رشحت المغرب ضمن قوائم ترحيل المقدسيين الفلسطينيين إليه، بعد إجراءات طردهم. وجاء القانون الذي صادق عليه الكنيست في السابع من الشهر الجاري، وأيدته غالبية من البرلمان الإسرائيلي بـ 48 نائبا، كرد على قرار المحكمة العليا الإسرائيلية الذي ألغى قرارا اتخذه وزير الداخلية الأسبق، روني بان أون، قبل أكثر من أربع سنوات، بإلغاء إقامة أربعة قادة سياسيين فلسطينيين.
من جهتها تساءلت “الوطن الآن” عن مدى دستورية مرسوم رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، حول التبادل الدولي لمعلومات الأبناك وشركات التأمين. في الصدد ذاته أفاد عمر الخيراوي، نقيب سابق لهيئة المحامين بسطات، ورئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب سابقا، بأن رئيس الحكومة تنازل عن سيادة المغرب الاقتصادية خوفا من قانون “فاتكا” الأمريكي.
وورد في “الوطن الآن”، كذلك، أن نخب الصحراء تطالب برد الاعتبار للثقافة الحسانية. في الصدد ذاته قال الشافعي بوعمود، دكتور باحث في التاريخ الاجتماعي الحساني، إن تدبير ملف الثقافة الحسانية شابته اختلالات ممنهجة. وأفادت بلال بنت أخوالها، باحثة في القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، بأن التراث الحساني يربط حاضر الأمة بماضيها، ويعزز حضورها في الساحة الثقافية الوطنية والعالمية، داعية إلى نهج سياسة عمومية لجعل الثقافة الحسانية رافعة للتنمية.
أما خديجة لعبيد (الناهة)، رئيسة جمعية الساقية الحمراء النسائية للتبراع وتنمية الإبداع، فقالت: “نستحسن البوادر الجنينية للاهتمام بالتراث الحساني”. فيما ذكر عمر الراجي، باحث اقتصادي وشاعر، أن الحسانية ليست فلكلورا جامدا. وقال خيا محمد لغضف، المدير الجهوي لوزارة الثقافة والاتصال قطاع الثقافة بجهة العيون الساقية الحمراء: “نسير في المسار الصحيح لرد الاعتبار للثقافة الحسانية”. وقالت عزيزة عكيدة، باحثة في ثقافة الصحراء ورئيسة كابات المغرب في الزاك: “حان الوقت لخلق أكاديمية للثقافة الحسانية”.
وفي حوار مع “الأيام” كشف أحمد الريسوني، أول رئيس لحركة التوحيد والإصلاح، معطيات لأول مرة عن الاتصالات التي جرت معه من طرف مبعوثين من القصر، وتفاصيل إلقائه درسا أمام الملك محمد السادس ضمن الدروس الحسنية في رمضان 1999، إضافة إلى اللقاءات الرسمية التي عقدت معه من المدغري والشرقاوي وأوريد لاستقرار مواقف الحركة في عدد من القضايا.
وقال الريسوني إن لقاءه بمحمد الشرقاوي، رحمه الله، وهو أحد رجالات القصر وأصهاره الكبار، جاء بعد حوالي ثلاثة أشهر من 16 ماي، إذ اتصل به أحد زملائه الجامعيين، فلما التقيا وتحدثا قليلا، قال له لقد تعرضت للظلم والتشويه وسوء الفهم، فما رأيك في أن تلتقي مع السي محمد الشرقاوي لتشرح له وجهة نظرك، فقال له مرحبا، فقال له إذن أنا سأرتب لك اللقاء معه، وبعد أكثر من شهر اتصل به وهو خارج المغرب وأخبره بالموعد وترتيباته. وأثناء اللقاء قال صهر العائلة الملكية محمد الشرقاوي للريسوني: “للأسف كلامك استغله الأوباش”.
وورد في المنبر الورقي نفسه أنه لا يختلف كثيرون في تفاصيل العلاقة بين إسلاميي المؤسسات والقصر، لكن الذي لا يختلف عليه اثنان هو أن عبد الإله بنكيران لعب دورا حاسما في ما وصلوا إليه منذ تأسيس “الجماعة الإسلامية” إلى تحول العدالة والتنمية إلى القوة الأولى في البلاد.
ووفق “الأيام” فإن عبد الإله بنكيران كان أول إسلامي يقوم بمحاولة للاتصال بالقصر، وذلك سنة 1985 عندما أرسل “تلغرام” إلى الملك الحسن الثاني؛ وحدثت زوبعة داخل جماعته لأنهم لم يقبلوا بعد التعامل مع النظام الملكي.
واهتمت “الأيام” أيضا بتفاصيل حياة الفنان التشكيلي عبد اللطيف الزين، رفقة زوجته أنييس كابيلا، لأزيد من 30 سنة. كما تمت الإشارة في الخبر ذاته إلى أن الملك الراحل الحسن الثاني كان يحب كثيرا أعمال عبد اللطيف الزين التشكيلية، ويملك العديد من لوحاته. وقالت زوجة الزين لـ”الأيام”: “أتذكر أنه حينما تمت إعادة فتح فندق المامونية بعد ترميمه، بأمر من الحسن الثاني تم طلب العديد من لوحات عبد اللطيف الزين”.
وأفادت “الأنباء المغربية” بأنه عند اقتراب كل استحقاق انتخابي ينتعش الجدل بخصوص دور الأحزاب السياسية ومواقفها السياسية والمرجعية التي تدخل غمار الانتخابات البرلمانية على أساسها، فهذه المؤسسات السياسية تعتبر مجالا للإنتاج السياسي ووعاء لتصريف المواقف السياسية والإيديولوجية المرتبطة برؤيتها وبمرجعيتها؛ كما يرتبط هذا الأمر وجوبا بمشروعها التنموي الذي تحدده انطلاقا من أدبياتها وأوراقها.
ووفق المنبر الورقي ذاته فإن الأحزاب المغربية تهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية بنفس الآليات، بل إنها أصبحت تدافع خلال السنوات الأخيرة عن الطبقة الوسطى، لمجرد أن الدولة أصبحت مقتنعة بأهمية هذه الطبقة في تحقيق الاستقرار الاجتماعي.