ناقشت الطالبة الباحثة مباركة حنبلي يوم الجمعة 2مارس 2016 برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير،بحثها لنيل شهادة الماستر في اللغة والثقافة الأمازيغية في موضوع”راقصات فن الروايس،دراسة سوسيو أنثربولوجية لفنانات الهامش”.
وذلك تحث إشراف الأستاذ الحسين بويعقوبي وأمام لجنة مناقشة ضمت إلى جانب الأستاذ المشرف،المتخصص في الأنثربولوجية،كل من الأساتذة محمد أفقير،أستاذ الأدب الأمازيغي وابراهيم لابري،أستاذ علم الاجتماع ورشيد بن بيه، باحث في علم الاجتماع.
وحسب أطوارالمناقشة،فقد نجحت الطالبة مباركة حنبلي في اختيار موضوع البحث ووفقت في النبش في موضوع لا توجد حوله دراسات كثيرة،خاصة فن الروايس عموما وضمنه مكانة الرايسات ومسار اقتحامهن لهذا الميدان.
واذا كانت بعض الفنانات المغنيات قد نالت نصيبهن من الدراسة (الدمسيرية وتابعمرانت مثلا…)فان التفكيرفي دراسة الراقصات اللواتي يؤثثن الفضاء ولاتعطى لهن الكلمة،أمام هيمنة الرايس أو الرايسة المغنية، فهذا في حد ذاته يحسب للطالبة ويعبرعن حس بحثي ورغبة في تجاوزالصعاب لسبرأغوار المسكوت عنه في هذا العالم المليء بالأسرار والمعاناة.
فمن خلال بحث ميداني،تداخلت فيه تقنية الملاحظة المعروفة في الدراسات الأنثربولوجية وتقنية المقابلة المفضلة لدى السوسيولوجيين، إلى جانب الاطلاع على أهم الدراسات حول الفن بصيغة المؤنث،خاصة أطروحة حسن نجمي حول فنانات العيطة.
،وأيضا أهم الدراسات حول فن الروايس،خاصة كتاب “اليكسي شوتان” وأطروحة “الحسين بن احيا”حول الحاج بلعيد ومقال”الخطيرأبوالقاسم ” حول الرايسات.
و تمكنت الباحثة من إجراء مقابلة مع 20 فنانة راقصة، وهوعدد مهم باعتبارأن عددهن لا يتجاوز عموما 30 راقصة على أكبر تقدير،بحيث يعود تاريخ التحاق آخر راقصة إلى سنة 2013، وهو ما يعني عدم تجدد ممتهنات هذا الفن.
وخلصت الباحثة الشابة إلى أن كل الراقصات ينحدرن من المجال القروي خاصة من مناطق”حاحا”و”الحوز”وكلهن اضطررن لمغادرة عائلاتهن بعد زواج مبكر و قسري انتهى بالطلاق أو وفاة الوالدة وعدم القدرة على العيش مع زوجة الأب القاسية،زيادة على فقر العائلة.
فكان الهروب الوسيلة الوحيدة للبحث عن حياة أفضل.وأثناء الوصول إلى المدينة،وخاصة مدينةالدشيرة (نواحي أكادير) أوالدارالبيضاء يكون مجال الروايس،الذين ينتظمون في شكل مجموعات تابعة لرايس معروف.
بحيث تكون هذه المجموعة ملجأ للوافدات الجديدات،عن طريق وساطات،بحثا عن الأمان والعيش.وبذلك تبدأ مرحلة التكوين والتدرب على الرقص في سياق لا يخلومن العنف وعلاقات الهيمنة سواء بين الرايسات أنفسهن أوبين الذكوروالنساء .
وأيضا الاستغلال بمختلف أنواعه في انتظارأن تتمكن الرايسة من فرض شخصيتها وتجعل لنفسها مكانا في هذا الميدان،ولكل واحدة استراتيجيتها في هذا المجال،وأغلبهن يقمن بمهن أخرى إلى جانب الرقص وحين يكبرن في العمرتنقص رشاقتهن و جمالهن فيحسن بأن دورهن بدأ يقل ولم يعد يثرن الاهتمام.
لقد نجت الطالبة الباحثة في إثارة الانتباه إلى فئة اجتماعية مقهورة تعاني من إقصاء مضاعف:فهن نساء في مجتمع ذكوري وراقصات في مجتمع محافظ وممتهنات لفن يحتاج للاهتمام ثم نساء فقيرات يعشن على الهامش.
عبداللطيف الكامل