رؤية ملكية تتوج بإشادة بريطانية: المغرب يرسم نموذجًا تنمويًا جديدًا يرتكز على المواني كقاطرة اقتصادية

أخبار وطنية

بقلم : أحمد بومهرود باحث في الإعلام و الصناعة الثقافية

في خطوة جديدة تعكس البعد الاستراتيجي للسياسة المولوية الشريفة في المجال الاقتصادي، أثنى مسؤول بريطاني رفيع على نجاح المغرب في جعل الموانئ في صلب مساره التنموي. فقد صرح غيراينت إيفانز، الرئيس المدير العام لمجموعة الموانئ الرئيسية في المملكة المتحدة، بأن المغرب يجني اليوم ثمار رؤيته الطموحة التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والرامية إلى تحويل الموانئ إلى محركات للنمو والاستثمار والانفتاح الدولي.

  • الرؤية الملكية: بنية مينائية لخدمة المغرب وإفريقيا والعالم

لطالما شكّلت الموانئ إحدى الركائز الأساسية في المشروع الاقتصادي الذي يقوده جلالة الملك محمد السادسنصرهاللهوأيده، والذي يقوم على إعادة تموقع المغرب كقطب إقليمي ودولي للتجارة والخدمات البحرية. فقد شهدت المملكة منذ بداية العهد الجديد انطلاقة نوعية، تجسدت في مشاريع مينائية كبرى مثل:
-ميناء طنجة المتوسط، الذي أصبح في وقت وجيز أكبر ميناء في إفريقيا والمتوسط من حيث القدرة الاستيعابية.
-إعادة هيكلة وتحديث المركب المينائي للدار البيضاء، وهو مشروع ضخم أشرف عليه جلالة الملك شخصيًا حفظه الله يوم الخميس الأخير، ويهدف إلى جعل العاصمة الاقتصادية قطبًا مالياً قارياً منفتحًا على العالم.
وتندرج هذه المشاريع في إطار رؤية مندمجة تروم الرفع من القدرة التنافسية للمغرب، وجلب الاستثمارات، وخلق فرص الشغل، وتعزيز السيادة الاقتصادية.

  • إشادة دولية وتكريس للثقة في التجربة المغربية

تصريحات المسؤول البريطاني تعكس التقدير الدولي المتزايد للنموذج المغربي في تدبير وتطوير البنيات التحتية المينائية. فقد أبرز السيد إيفانز أن ما تحقق في المغرب يُمكن أن يشكّل مصدر إلهام للعديد من الدول، بالنظر إلى:
-النظرة الاستشرافية التي تقرن التنمية بالبنيات التحتية المينائية.
-الانسجام بين المشاريع المينائية الكبرى والسياسات الصناعية والتجارية واللوجستية.
-التفاعل الإيجابي للمغرب مع الشركاء الدوليين، مثل مجموعة “دي بي وورلد” الإماراتية، التي أطلقت مؤخراً خطاً بحرياً مباشراً يربط المملكة المغربية بالمملكة المتحدة وشمال أوروبا.
هذا الإشعاع الدولي ما كان له أن يتحقق لولا العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله لهذا القطاع الاستراتيجي، باعتباره مدخلاً للاندماج في الاقتصاد العالمي الجديد.

  • مشاريع مينائية نوعية في قلب التنمية

المشاريع التي دُشّنت مؤخرًا بميناء الدار البيضاء ليست مجرد أوراش بنيوية، بل هي ترجمة ملموسة لرؤية ملكية تهدف إلى:
-تهيئة ميناء جديد للصيد لتعزيز الاقتصاد البحري.
-بناء ورش جديد لإصلاح السفن، مما يساهم في تقوية الصناعة البحرية الوطنية.
-تطوير محطة بحرية مخصصة للرحلات السياحية، وهو ما يعزز السياحة البحرية والارتباط العالمي بالمدينة.
-تشييد مجمع إداري يضم كافة المتدخلين في ميناء الدار البيضاء، في إطار من الحكامة والنجاعة.
وقد خُصصت لهذه المشاريع اعتمادات مالية مهمة تفوق 5 مليارات درهم، مما يدل على الطابع الاستراتيجي الذي يضفيه جلالة الملك على هذا القطاع الحيوي.

  • السياسة المولوية: من البنيات إلى الريادة

ما يميز السياسة المينائية المغربية أنها ليست مجرد أوراش إسمنتية، بل مشروع ملكي متكامل يرتكز على بعد استراتيجي طويل المدى، تتقاطع فيه الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والجيو-استراتيجية. فبفضل توجيهات جلالة الملك حفظه :
-أصبح المغرب صلة وصل بين إفريقيا وأوروبا وأمريكا.
-أضحى مركزًا لوجستيًا إقليميًا ومحورًا للربط التجاري بين الشمال والجنوب.
-نجح في جعل موانئه منصات للتنمية، وليس فقط أماكن لعبور السلع.

  • خلاصة: الملك محمد السادس مهندس الريادة الجديدة

في عالم يتغير بسرعة، حيث أضحت الموانئ قلب الاقتصاد العالمي، أثبت المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس أنه قادر على استباق التحولات الكبرى، وتقديم نموذج تنموي متكامل، يجعل من البنيات التحتية رافعة للتقدم والاستقرار.
وبذلك، فإن إشادة المسؤول البريطاني ليست سوى شهادة أخرى على نجاعة السياسة المولوية الشريفة، التي وضعت المغرب على خريطة الدول الرائدة في مجال الموانئ واللوجستيك، ورسخت مكانته كفاعل استراتيجي في الساحة الدولية.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً