دراسة جديدة تنهي آمال الشباب بعدم خطورة كورونا عليهم، وتكشف عن عارض مميت في صفوف المرضى الأصغر سنا.
أنهت دراسة جديدة آمال العديد من الشباب ممن يعتقدون بأن مرض كوفيد-19 لا يشكل خطرا عليهم، خاصة من هم في صحة جيدة ولا يعانون من أي أمراض مزمنة، حيث أكدت هذه الدراسة على أن السكتة الدماغية قد تكون العارض الأول لـكوفيد-19 لدى المرضى الأصغر سنا.
وارتكزت هذه الدراسة التي أجريت في جامعة ويسترن في أونتاريو بكندا، على تحليل بيانات 160 مصابا بفيروس كورونا تعرضوا للسكتة الدماغية، وكان القاسم المشترك بينهم هو عدم ظهور أي عارض من الأعراض الشائعة للفيروس كالحمى و الضيق التنفسي وفقدان الشم والذق، وذلك في صفوف المرضى الأقل من 50 سنة.
وقال الدكتور لوسيانو سبوساتو، وهو أحد الخبراء المشرفين على هذه الدراسة، بأن ” المرضى الذين شملتهم الدراسة ممن هم دون الخمسين عاما، كانوا دون أعراض تماما عندما أصيبوا بسكتة دماغية مرتبطة بكوفيد-19، ما يعني أن السكتة الدماغية كانت العارض الأول للمرض المميت لدى هؤلاء”.
وأضاف الدكتور في حديثه للمجلة الطبية Madescape، بأن العديد من الخبراء والأطباء يعتبرون أن كورونا مرض تنفسي في المقام الأول، في حين أن التقارير أثبتت اليوم بأن مرضى كوفيد-19 يعانون من جلطات دموية وانصمام رئوي وسكتات دماغية،الأمر الذي يجعل هذا المرض “مرضا وعائيا” أيضا، بمعنى أنه يؤثر على الأوعية الدموية للإنسان.
وتوصلت الدراسة في نتائجها المفصلة إلى أن 43% من مرضى كوفيد-19 دون سن الخمسين ليس لديهم عوامل خطر سابقة للإصابة بالسكتة الدماغية، في حين أن 48% من هؤلاء المرضى أصيبوا بسكتة دماغية قبل أن يصابوا بأي أعراض تنفسية لـ”كوفيد-19″.
وعن أسباب هذه السكتة الدماغية لدى مرضى كوفيد-19 الأصغر سنا، تكهن الباحثون بأن تخثر الدم الذي يؤدي إلى السكتة الدماغية قد يكون ناتجا عن “الاستجابة الالتهابية المبالغ فيها” الناجمة عن فيروس كورونا، كما بات واضحا بالنسبة لهؤلاء الخبراء بأن كوفيد-19 يسبب التهابا في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ والرئتان والقلب والأوعية الدموية.
وفي سياق متصل، سبق للدكتور باباك نافي، المدير الطبي لمركز وايل كورنيل للسكتة الدماغية، أن أشار إلى الأعراض الخطيرة لفيروس كورونا المكتشفة حديثا، حيث كتب في 26 من شهر غشت الماضي على الموقع الإلكتروني للمركز الطبي الذي يديره بأن “العدوى والالتهابات التي يسببها كوفيد- 19 تزيد من خطر الإصابة بنوبات قلبية، كما يمكن أن تؤدي إلى فشل العديد من الأعضاء، بما في ذلك الفشل الكلوي، ويمكن في أخطر الأحيان أن تؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية”.
هذا، وتحدثت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بدورها عن أن عددا من الأطباء في المناطق التي تضررت كثيرا من وباء كورونا، كالولايات المتحدة الأمريكية والصين، رصدوا تزايد مستوى الوفيات نتيجة للسكتة الدماغية في صفوف الشباب، ممن كانوا يعانون من كورونا، أو من كانوا حاملين للفيروس دون أن يكونوا على دراية بذلك، وقد كانوا جميعهم في الثلاثينيات والأربعينيات من عمرهم، بالرغم من أن الجلطات الحادة تصيب عادة الأشخاص فوق سن السبعين.
إلى ذلك، أكدت الصحيفة الأمريكية بأن ثلاثة مراكز طبية أميركية كبيرة تستعد لنشر بيانات حول ظاهرة السكتة الدماغية لدى الشباب من مرضى كورونا ، وذلك من أجل رفع مستوى الوعي العالمي حول خطورة ما يفعله كورونا بجسم الإنسان، خاصة الشباب ممن يعتقدون بأنهم محصنون ضد الفيروس.
وتجدر الإشارة إلى أن علامات السكتة الدماغية تشمل الشلل المفاجئ أو الضعف إن في الوجه أو الذراع أو الساق، أو على مستوى الجانب الواحد من الجسم ككل، إلى جانب الارتباك و صعوبة التحدث أو فهم الكلام، كما يمكن أن يصاحب ذلك مشكلة في الرؤية أو عدم القدرة على المشي أو الدوار أو فقدان التوازن أو قلة التنسيق، وهو الأمر الذي يستدعي طلب المساعدة على الفور قبل أن يفارق من باغتته هذه الأعراض الحياة .
سكينة نايت الرايس – أكادير24