كشف مجموعة من الخبراء أن الإناث أكثر عرضة للمخاطر من الرجال عند التعرض لدرجات الحرارة العالية بشكل مفرط، مثل الموجة الحارة التي تضرب عددا من الدول الأوروبية في الوقت الراهن.
ووفقا لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، فإن الخطة التي استندت إليها المملكة المتحدة لمواجهة موجة الحر، تنص على أن “الأفراد الأكثر عرضةً للخطر هم من تجاوزت أعمارهم 75 عاماً، والأطفال الرضع، والأطفال صغار سن، والأشخاص ذوو الأمراض الجسدية أو العقلية الشديدة والإناث”.
وأوضحت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا أن دراسة هولندية وجدت أن النساء كبيرات السن أكثر عرضة لخطر الوفاة بسبب الحر مقارنة بالرجال.
ومن جهتها، وجدت دراسة أخرى لباحثين هولنديين وألمان أنه “بالنظر إلى بيانات درجات الحرارة على مدار 23 عاماً في هولندا إلى جانب أعداد الوفيات اليومية، فإن هناك اختلافات ظاهرة بين الجنسين فيما بتعلق بدرجة التأثر بموجات الحر”.
وقال الباحثون: “تزداد الوفيات المرتبطة بالحرارة لدى الإناث عن الذكور، لا سيما في المرحلة العمرية الأكبر (80 عاماً) في ظروف الحرارة الشديدة”.
وتعليقا على هذا الموضوع، قال هين دانين، أستاذ علم الأعضاء بجامعة فو أمستردام والمشارك في الدراسة، أن الفريق البحثي تكهن بأن “انخفاض إنتاج العرق عند الإناث قد يكون سبباً في وفاتهن بسبب الحر أكثر من الرجال”.
وتابع دانين قائلا : “بالكاد يتعرق كبار السن نصف مقدار العرق مقارنة بالشباب، وكذلك الإناث مقارنة بالرجال”، وبعبارة أخرى، تشير الدراسة إلى أن “قدرة أجساد الإناث كبار السن على فقدان الحرارة أقل”.
كذلك أشار الفريق البحثي إلى أن “التوتر والضغط الواقع على القلب والأوعية الدموية بسبب الحرارة قد يكون سبباً أيضاً في الوفاة بسبب الحر”، وخلص إلى أن : “إجهاد القلب والأوعية الدموية أعلى لدى الإناث، ما يفسر ارتفاع مخاطر الوفيات في صفوفهن بسبب ارتفاع الحرارة”.
بدوره، قال أستاذ علم وظائف الأعضاء التطبيقي والإنساني بجامعة بورتسموث، مايك تيبتون، أن “النساء قد يكُنَّ أكثر عرضة للخطر في الموجات الحارة بسبب ارتفاع حرارة أجسادهن الداخلية بعد التبويض، ولأنهن غالباً ما يكن أصغر حجماً من الرجال”.
وعلى الرغم من ذلك، يرى تيبتون أن الإجابة قد تشمل جميع العوامل التي سلف ذكرها، حيث قال : “نحتاج إلى إجراء المزيد من الدراسات لفهم الأسباب الحقيقية بدقة وراء هذه الظاهرة”.