أعرب مجموعة من الحقوقيين عن مؤازرتهم أسرة الطفلة “س.ال” التي دخلت في غيبوبة مستمرة منذ 12 يوما، عقب خضوعها لعملية جراحية بسيطة لاستئصال اللوزتين بالمستشفى الإقليمي محمد السادس بالمضيق.
في هذا السياق، نظم عشرات النشطاء وقفة أمام المستشفى المذكور، عشية يوم أمس الإثنين 2 يناير الجاري، معتبرين أن ما وقع داخل أسوار هذه المؤسسة الصحية “مهزلة وفضيحة طبية”.
وشاركت في هذه الوقفة التي دعت إليها “العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان”، أسرة الطفلة الضحية، حيث تم رفع شعارات غاضبة تحمل مسؤولية ما حدث لمسؤولي المستشفى المذكور ولوزارة الصحة.
وتعليقا على هذه الوقفة التضامنية، أوضح رئيس “العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان”، عادل اتشيكيطو، أن “الهدف من هذه الخطوة هو إثارة انتباه الرأي العام إلى واقعة الطفلة وعدم اهتمام المسؤولين للوضع الصحي المتردي بمدينة المضيق”.
وانتقد ذات المتحدث “عدم مراعاة المسؤولين المعنيين لما يتعرض له أبناء المغاربة في المستشفيات”، داعيا إياهم إلى “الحلول بعدد من مستشفيات المملكة، وضمنها مستشفى المضيق، للوقوف على حجم المعاناة التي يعيشها المرضى وأقاربهم على حد سواء”.
ومن جهته، أكد والد الطفلة الضحية أنه سيلجأ إلى “سلك كل الطرق بما فيها القانونية من أجل تبيان الحقيقة ومحاسبة كل من ثبت في حقه خطأ أو تقصير”، مطالبا وزارة الصحة بفتح تحقيق لكشف ما تعرضت له نجلته الصغيرة.
واتهم الأب الطاقم الذي أشرف على العملية بمستشفى مدينة المضيق بـ”ارتكاب خطأ طبي قد يكون مرتبطا أساسا بزيادة جرعة التخدير”، مشيرا إلى أن التقرير الذي توصلت به الأسرة، بعد نقل الطلفة إلى مستشفى سانية الرمل بتطوان، يفيد أنها “فقدت حركة جميع أعضائها باستثناء القلب، وذلك نتيجة نقص الأوكسيجين في المخ”.
يذكر أن الطفلة “س.ال” دخلت في غيبوبة مستمرة منذ 12 يوما، بعدما خضعت لعملية جراحية قصد استئصال اللوزتين بالمستشفى الإقليمي للمضيق، غير أنها لم تستفق من التخدير بعد مرور 3 ساعات على انتهاء العملية.
وفي تفاصيل الواقعة، ذكرت أسرة الطفلة أن الطاقم الطبي الذي أشرف على العملية نقل الطفلة على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي “سانية الرمل” بتطوان في حالة غيبوبة، ليكتشف الأطباء تعرضها لشلل حركي.
وأكدت الأسرة في تصريحات لوسائل الإعلام أن الطفلة لم تستيقظ من الغيبوبة منذ خضوعها للعملية المذكورة، حيث أفاد الأطباء أنها تعرضت لتوقف قلبي مفاجئ أثناء إجراء عملية استئصال اللوزتين، وهو ما كان سببا في المضاعفات الخطيرة التي ألمت بها.
وفي خضم هذه التطورات، تصاعدت الأصوات المؤازرة لأسرة الضحية مطالبة بفتح تحقيق لكشف تفاصيل العملية التي أخضعت لها “س.ال” وتحديد الأسباب المباشرة التي تقف وراء المضاعفات التي أصيبت بها.
وطالبت هذه الأصوات من وزير الصحة والحماية الاجتماعية التدخل على عجل، من أجل التحقيق في هذه النازلة التي قلبت حياة الطفلة وأسرتها رأسا على عقب، وذلك لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات ذات الصلة بها.