أكادير24
تشهد العاصمة الفرنسية باريس حالة من الاستنفار على خلفية عودة أصحاب السترات الصفراء للإحتجاج.
في هذا السياق، تنشر السلطات الفرنسية أكثر من سبعة آلاف عنصر شرطة السبت في شوارع باريس قبيل تظاهرة جديدة للمحتجين من حركة “السترات الصفراء” تتزامن مع مسيرة مطالبة بالتحرك من أجل المناخ في العاصمة الفرنسية والاحتفالات باليوم الوطني للتراث الاوروبي.
ويعتزم محتجو السترات الصفراء تنظيم تظاهرة جديدة السبت لكن الانظار تتجه لمعرفة ما اذا كانت ستستعيد زخم تظاهرات الشتاء والربيع، حين كان ينزل المتظاهرون اسبوعيا كل يوم سبت فيما تحولت التظاهرات بعض الاحيان الى صدامات عنيفة مع قوات الامن وخصوصا في باريس.
وتخشى وزارة الداخلية ومديرية الشرطة عودة العنف الى شوارع العاصمة التي لم تشهد اضطرابات منذ 16 مارس، كما تخشى تخريب متاجر في جادة الشانزيليزيه.
وقال قائد شرطة باريس ديدييه لاليمون إنه سيتم نشر 7500 شرطي السبت بالعاصمة مع خراطيم مياه وعربات مصفحة تابعة للدرك.
وقال لاليمون في مؤتمر صحافي الجمعة إنه إزاء من “يريدون على ما يبدو الثأر” ويعلنون أنهم “لن يتنازلوا أبدا”، “أقول +سنكون هناك+”. وأضاف “سنكون بعدد كاف (..) وقادرين تماما على وقف كل مبادرة تهدف للتدمير”.
من جهته دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الراغبين بالتظاهر السبت إلى القيام بذلك في هدوء لا سيما وأن التظاهرة المقررة تتزامن مع أيام التراث الأوروبي وتظاهرة أخرى من أجل المناخ.
وقال ماكرون “من الجيد أن يعبر الناس عن آرائهم (…) يجب أن يتم ذلك بسلام”.
وأضاف خلال زيارة قام بها إلى منزل الرسامة روزا بونور في منطقة باريس لمناسبة أيام التراث “أناشد الجميع أن يتم ذلك بوئام وتناغم وهدوء حتى يتمكن صغارنا والأصغر منهم من زيارة المباني والتمتع بها”.
وكانت حركة الاحتجاج غير المسبوقة نجحت في إنزال مئات آلاف الفرنسيين إلى الشارع منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2018 قبل ان تتراجع نسبة المشاركة فيها بشكل كبير في الربيع الماضي. وسجلت تظاهرات متفرقة محدودة خلال الصيف.
وقال جيروم رودريغيز الشخصية البارزة في تحرك السترات الصفراء إن “العديد من الاشخاص سيحضرون الى باريس”.
لكن المسؤولين منعوا التظاهرات على جادة الشانزيلزيه وفي مناطق اخرى في قلب العاصمة الفرنسية سبق ان شهدت اعمال تخريب مطاعم ومتاجر فاخرة.
وتتزامن تظاهرات السبت مع ايام التراث الاوروبي السنوية في نهاية الاسبوع حيث تفتح عادة المباني الخاصة والعامة امام الزوار.
وكان الرئيس الفرنسي اعتبر في حديث مع مجلة “تايم” الأميركية نشر الخميس أن أزمة “السترات الصفراء” كانت “مفيدة جدا لي بطريقة ما” لأنها أرغمته على تغيير موقفه حيال الفرنسيين.
وتابع خلال المقابلة الطويلة التي صورت قبل عشرة أيام في قصر الإليزيه “التحدي الذي اخوضه هو الإصغاء إلى الناس اكثر مما فعلت في بداية” ولايتي.
وردا على سؤال حول الأزمة الاجتماعية التي هزت رئاسته قال “بطريقة ما كان تحرك السترات الصفراء مفيدا لي لأن ذلك ذكرني بكيف يجب أن أكون”.
وأضاف “أعطيت الانطباع على الأرجح أنني كنت أريد الإصلاح ضد الشعب. وأحيانا بدا نفاد صبري كأنه موجه ضد الفرنسيين. والأمر ليس كذلك”. وقال “الآن أعتقد أن علي أن آخذ الوقت الكافي لتفسير المكان الذي وصلنا اليه وما نريد بالضبط”.
وكالات..