قد يكون أول لقاء مباشر للجماهير الجزائرية بفريق مغربي وداد الأمة بعد صدمة الإقصاء من المونديال.. وقد تكون المدة بين اللحظتين كافية كي نقف عند منسوب الحقد الذي ارتفع عند الجماهير وهي تستقبل الفريق ليلة الأمس بشعارات السب والشتم في كل ما هومغربي تجاوزت حدود الملعب واللعبة ليسمع المشاهد لبعض اللقطات عن عمق هذا الحقد الدفين والخطير خطورة المس بهذه اللحمة المجتمعية بين الشعبين..
بل ذهب أغلبية المهتمين إلى اتهام النظام العسكري الذي روّج عبر حملة إعلامية محكمة ربط أسباب إقصاء المنتخب الجزائري إلى المخزن المغربي بفبركة فيديوهات أحيانا لحكم المقابلة وهو يزور المغرب قبل المقابلة.. وأحايين أخرى تسليم رشوة الحكم عبر جمال الدبوز المغربي.. إضافة إلى كولسة السيد لقجع داخل دواليب الفيفا والكاف..
طيلة كل هذه الفترة.. كان المغرب حاضرا في عملية الإقصاء..
ولأن لعبة كرة القدم تحوّلت إلى عقيدة عند هذا الشعب المقهور في معيشه اليومي والمنهزم في عقيدته تكاد تكون أهداف اي مقابلة هواللحظة الوحيدة التي يتحسّس فيها طعم الانتصار والإنتشاء به مؤقتاً.. وهي ما انتبهت إليه دولة شنقريحة وحاولت الاستثمار فيه بشكل رهيب وفرصة لتعويض شعارات الحراك التي كانت تصدح بها مدرجات الملاعب قبل الأزمة الوبائية من نوع ( جابو لينا رايس غبابري) أي تاجر الكوكايين.. ووو
لذلك حين عاد هذا الجمهور وتحت الضغط هناك.. عاد بتوجيه بوصلته نحو المغرب السبب الرئيسي في الإقصاء..الذي مازال موضوعه مستهلك إلى اللخظة آخرها تصريح وزير الشباب الجزائري عشية اليوم ( بأن هناك أمل في إعادة المبارة فالملف الذي قدمناه فيه من الأدلة ما يؤكد تعرض منتخبا لمؤامرة خارجية)..
الجزائر بخير وعلى خير.. فقط هناك مؤامرة عالمية يقودها المخزن المغربي.. هو التعليب الذي يتعرّض له الشعب الجزائري يوميّاً عبر آليّات إعلامية موجّهة
لذلك لن نسقط في المقارنة بين إحتفالات مدرجاتنا لحظة البطولة المحلية أوالقارية..
أبداً..
فنحن الأصل والنمودج ويكفي أن نعرف أن تاريخ وداد الأمّة أقدم من نشأة دولة شنقريحة..
إضافة إلى أن المقارنة تتناغم مع الأحسن منك خلقاً وتربية.. والأطيب منك معيشة وزهواً..
فما صدر من هذه الجماهير المغلوبة على أمرها يسائل أكثر المثقفين الجزائريين وعموم الفئة المتنورة هناك – إن وجدت – وضرورة الانتباه إلى القنبلة الموقوتة داخل النسيج الإجتماعي لهذا الشعب الذي لا محالة سينفجر بعد انهيار الوهم..
فهي الهدية المسمومة لنظامكم العسكري..
مقابل ذلك ستجرى مقابلة الإياب بالبيضاء وأمام جمهور الوداد الذي لا شك أنّه واع كل الوعي بأن ذاك الصراخ الجزائري لن يغير في واقع مسيرتنا ومسؤوليتنا الحضارية أي شيء..
فمنذ 45 سنة وما زالوا على صراخهم..
لكن أيضاً لن نقبل ومنذ الآن أن نلعب دور المسيح.. وغير مستعدّون لإعطاء الخذ الثاني لهذه العصابة..
فأوقفوا من فضلكم شعارا خاوا خاوا..
إلى إشعار آخر.. على الأقل
يوسف غريب