دخل جمعويون على خط ما تم تداوله في بعض المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وما أثير حول الموقع السياحي المعروف ب “حامة اشعابي” الواقع بقبيلة آيت سعيد، بإقليم الدريوش.
في هذا السياق، أوضحت جمعية آيت سعيد للثقافة والتنمية أن اللافتة المعلقة عند مدخل الموقع المذكور، والتي توضح أوقات استغلال الحامة، “لا تحض مطلقا على الكراهية والتمييز والتشجيع على الإرهاب، كما يُروّجُ لذلك، بل هي إجراء تنظيمي وتقني يهدف إلى تنظيم عملية الولوج إلى الحامة وليس إلى الشاطئ المجاور لها”.
وأضافت ذات الجمعية في بيان موجهة للرأي العام أن “اللافتة المقصودة لا تعني المنع من الولوج إلى الشاطئ، وإنما الفضاء والمكان المقصود هو الحامة، ذلك أنه لا يمكن السماح باختلاط الرجال والنساء في نفس الوقت داخل حامة لا تتعدى مساحتها 10 متر مربع، وهو أمر جاري به العمل في جميع الحمامات في مختلف المدن والمناطق”.
وأكدت ذات الهيأة الجمعوية على أن “الإجراء المنصوص عليه في اللافتة المعنية معمول به منذ عقود طويلة وهو يدخل في إطار أعراف المنطقة المنظمة للحياة العامة والفضاءات المشتركة، ولا علاقة له بما يروج له من ترهات تنم عن جهل بالحقيقة”.
وشددت ذات الجمعية على شجبها ربط اللافتة سالفة الذكر بتوغل “الخطر الارهابي” و”الانغلاق والتطرف وبأحداث 16 ماي” بعيدا عن البحث عن الحقيقة، كما اعتبرت أن “التهميش والعزلة والاقصاء والهشاشة والبؤس الاجتماعي هي العوامل التي يمكن أن تشكل جذور التطرف، وليست أعراف تنظيم الحياة العامة”.
وشددت الجمعية على أنه “لم يسبق أن أثارت هذه المسألة أي تأويل أو استنكار من لدن الزوار أو أي جهة أخرى”، كما أعربت عن استغرابها من مضمون الرسالة الموجهة لمسؤولي الإدارة الترابية لما فيها من “تغليط وتهويل ومبالغة وقفز على الحقائق”.
وفي ذات السياق، استنكرت الجمعية “الحملة المغرضة التي أثارت استياء ساكنة المنطقة ومختلف الفعاليات، لاسيما وأن ساكنة المنطقة معروفة بانفتاحها وحسن الضيافة واحترامها للزوار ونبذ كل مظاهر التطرف والتزمت”.
وتجدر الإشارة إلى أن عمالة إقليم الدريوش كانت قد أصدرت عشية يوم أمس الإثنين قرارا عامليا موجه لرئيس جماعة دار الكبداني، يقضي بوجوبية إعادة نصب اللوحة التي تبين بوضوح أوقات استغلال الحامة.
ويقضي القرار المذكور بإعادة لافتة حمام الشعابي كما كان الأمر معمولا به قبل حذفها، وذلك بعد نداء وتنديد مختلف الفاعلين والغيورين على البلدة داخل وخارج المنطقة، وبعد لقاء رئيس الجماعة بعامل إقليم الدريوش.
ويأتي هذا بعدما قامت السلطات المحلية بإقليم الدريوش سابقا بسحب لافتة معلقة بحامة الشعابي بجماعة دار الكبداني، بعد أن أثيرت حملة واسعة بخصوص مواقيت الاستحمام بالنسبة للنساء والرجال، وهو ما اعتبرته بعض الجهات “تشددا” .