أكادير24 | Agadir24
كشف تقرير نشرته شركة التأمين الدولية “أون” أن الجفاف الذي تعاني منه العديد من دول الكوكب خلال سنة 2022 ، هو الأسوأ منذ 500 عام.
ونقلت صحيفة “نيكي” عن بيانات شركة “أون”، أن دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وباكستان والصين تعاني أسوأ جفاف في تاريخها، إذا ما تم النظر إلى السنوات الخمسمائة الماضية.
وأضافت الصحيفة أن حجم الأضرار العالمية الناجمة عن هذا الجفاف خلال نصف عام 2022، بلغت 13.2 مليار دولار على الأقل، كما أنها مرشحة للارتفاع بحلول نهاية العام.
وحسب ما أورده مركز الأبحاث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية، فإن “الجفاف الحاد” أصاب 47% من القارة الأوروبية، كما أن ثلثي مساحة القارة باتت مهددة بالجفاف، علما أنه لحدود منتصف يوليوز الماضي كانت 15% من مساحة أوروبا ضمن تصنيف “الجفاف الحاد”.
وكان خبراء من المعهد الوطني الياباني للدراسات البيئية وجامعة طوكيو قد نشروا في شهر يونيو الماضي تقريرا أكدوا فيه أن الجفاف بحلول منتصف هذا القرن، لن يكون استثناء، بل القاعدة في العديد من المناطق، بما في ذلك ساحل البحر المتوسط وأجزاء كبيرة من أمريكا الجنوبية.
عين على القارة العجوز
كشفت السلطات الفرنسية أن 100 منطقة في البلاد باتت تعاني من غياب تام للمياه الصالحة للشرب، ومن المتوقع أن يستمر الوضع خلال الأشهر المقبلة.
أما إسبانيا فقد أصبح مخزونها من المياه 40% فقط، وهو أدنى مستوى له بالتاريخ، وتتناقص هذه النسبة بحوالي 1.5% مع كل أسبوع تستمر فيه الحرارة المفرطة وتغيب فيه التساقطات المطرية.
وفي ذات السياق، أعلنت الحكومة الإيطالية أن هذه السنة هي أكثر سنة جافة في تاريخ البلاد، وحسب الجمعية الإيطالية للأرصاد الجوية فإن ما يحدث في البلاد لم يتم تسجيله منذ أكثر من 230 سنة.
ومن أبرز مظاهر حالة الجفاف في البلاد الحالة المزرية لنهر “بو” الذي كان يبلغ طول تدفقه 652 كيلومترا، وتراجع إلى 10% عن المعتاد.
أما في ألمانيا، فقد تراجع مستوى المياه في نهر الراين إلى مستوى غير مسبوق، وهو ما أدى لتباطؤ حركة السفن فيه، والأمر ذاته بالنسبة لبلجيكا التي تراجع منسوب المياه في عدد من أنهارها.
وبخصوص بريطانيا، فقد أعلنت الحكومة عن دخول 8 مناطق بالبلاد في حالة “جفاف حاد”، كما تم تسجيل أسخن صيف في البلاد منذ سنة 1976.
ما أسباب الجفاف؟
الجواب الأول الذي يقدمه العلماء حول أسباب الجفاف هو التغيرات المناخية التي أدت لارتفاع درجات حرارة الأرض بنسبة درجة واحدة، إضافة إلى تراجع التساقطات الثلجية خلال فصل الشتاء، مما أدى لتراجع حجم المياه التي تندفع عادة من الجبال، كما ارتفع منسوب استهلاك النباتات للماء لأنها تعاني من الجفاف وتراجع خصوبة الأرض.
لكن في المقابل، أشارت دراسة أخرى نشرت في موقع “نيتشر” (Nature) إلى أن درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا وما يصاحبها من جفاف سببه التغيرات في التيارات الهوائية التي تدفع الهواء الساخن من شمال أفريقيا نحو أوروبا.
وحسب ذات الدراسة، فإن الوضع قد يزداد سوءا بسبب ما يبدو أنه تراجع أوروبي عن هدف تقليص انبعاثات الغاز بنسبة 55% بحلول عام 2030، ذلك أن أزمة الطاقة تدفع الحكومات الأوروبية إلى العودة للأساليب القديمة، بما فيها الاعتماد على الفحم والوقود الأحفوري.
ما التكلفة الاقتصادية للجفاف والحرارة؟
تتسبب درجات الحرارة العالية وموجات الجفاف في خسائر كبيرة لاقتصادات البلدان.
وحسب دراسة لعدد من الخبراء الاقتصاديين الأوروبيين، فإن موجات الحرارة الطويلة ستؤثر على الناتج الداخلي الخام للبلدان المتضررة، وتوقعت الدراسة نفسها أن نمو الناتج الداخلي لهذه البلدان سيتراجع بنسبة 0.5% مقارنة بالسنوات العشر الماضية.