في أعماق الأطلس الصغير، المنطقة المعروفة تاريخيا بالعلم والدين والمقاومة وقيم التعايش والتسامح، نظم المنتدى الوطني للتوجيه التربوي ومنتدى تيليلا للتنمية والتراث والمحافظة على البيئة بتنسيق مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة گلميم واد نون الملتقى التوجيهي الأول لهذا الموسم التربوي 2016/2017 يوم السبت 26 نونبر 2016 بثانوية المختار السوسي بإفران الأطلس الصغير تحت شعار: توجيه تربوي مبكر وفعال، من أجل مسار دراسي ومستقبل مهني ناجح.
وفي جو ممطر انطلقت الجلسة الافتتاحية للملتقى في الساعة التاسعة صباحا، وعرفت إلقاء كلمات المنظمين والمتعاونين. ففي كلمته أكد رئيس المنتدى الوطني للتوجيه التربوي على أهمية التوجيه التربوي الفعال في نجاح المسار الدراسي والمهني لأي تلميذ، وقد ذكر بأهداف المنتدى وإسهاماته إلى جانب كل الفاعلين في ميدان التوجيه التربوي، داعيا كل المتدخلين في هذا الميدان إلى المزيد من التعاون والتنسيق من أجل التغلب على الصعوبات ومقاربة الإشكالات التي يطرحا التوجيه، معبرا عن رغبة المنتدى في أن يكون حلقة وصل بين التعليم الثانوي والتعليم العالي، مجددا في الأخير الشكر لكل من دعم هذا الملتقى. أما كلمة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة گلميم واد نون فقد رحبت بفكرة الملتقى وفصلت في مكانة التوجيه داخل الأكاديمية، وذكرت بمختلف المصالح والفضاءات التابعة للاكاديمة والمخصصة للتوجيه، والتي وضعت رهن إشارة التلاميذ من أجل الإجابة عن أسئلتهم ومدهم بالمعلومات التي يحتاجونها. وفي كلمته أعاد ممثل المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بگلميم التأكيد على مكانة التوجيه داخل المنظومة التربوية، رابطا بين التوجيه وبين الشروع الشخصي للتلاميذ ومعرفتهم بميولاتهم الذاتية. بعد ذلك تناول الكلمة رئيس منتدى تيليلا للتنمية والتراث والمحافظة على البيئة الذي رحب بكل المشاركين، وقد وجه النداء للجميع بضرورة التعاون في كل المشاريع التربوية والتنموية والبيئية بالمنطقة. من جهته عبر مدير ثانوية المختار السوسي التأهيلية عن أهمية هذا الملتقى بالنسبة للتلاميذ، وطلب منهم استغلال هذه الفرصة وطرح كل الأسئلة التي تهمهم، وقد دعى المنتدى الوطني للتوجيه التربوي إلى التفكير في ملتقى ثاني بالمؤسسة في شهر أبريل المقبل.
بعد الجلسة الافتتاحية توزع التلاميذ على ست ورشات: الورشة الأولى خاصة بالدراسة بالمدارس العليا( ENCG-ESTA-ENSA )، والثانية حول الدراسة بكلية الطب، وهي المرة الأولى التي تخرج فيها كلية الطب التي فتحت أبوابها هذه السنة بأگادير للتعريف بنفسها من خلال ملتقيات المنتدى الوطني للتوجيه التربوي، والورشة الثالثة حول الدراسة بكلية العلوم، والرابعة حول الدراسة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية وبكلية الشريعة، والخامسة حول الدراسة بكلية العلوم القانونية والاجتماعية والاقتصادية، والسادسة خاصة بالتنمية الذاتية.
وخلال هذه الورشات تم تحفيز التلاميذ وشحذ هممهم، وتمت الإجابة عن أسئلتهم المرتبطة بالمعلومات وبنظام الدراسة بالكليات وبالمدارس والمعاهد العليا، كما تم الاستماع إلى انشغالاتهم وهمومهم ومساعدتهم على بناء مشاريعهم الدراسية الشخصية واختيار التخصصات الملائمة لقدراتهم.
محمد أفقير
كاتب عام المنتدى الوطني للتوجيه التربوي