توالي الزيارات الأمريكية للمغرب، مصالح مشتركة أم تمهيد لتطبيع محتمل ؟
أثار الإعلان عن تطبيع العلاقات بين الإمارات و إسرائيل ردود فعل متباينة في الشارع العربي بين مؤيد ورافض. وعقب ذلك مباشرة، بدأ الإعلان عن تطبيع مرتقب مع دول عربية أخرى، وكان الأمر كذلك، إذ طبعت كل من البحرين والسودان في فترات زمنية وجيزة. هذا وما تزال أخبار لحوق دول أخرى بركب التطبيع متداولة في العديد من وسائل الإعلام العربية والعالمية. ولعل الزيارات المتكررة لمسؤولين أمركيين للمغرب، زاد من الشكوك حول اعتبار هذا الأخير مشروع تطبيع مرتقب.
وكانت آخر الزيارات الأمريكية للمغرب هي زيارة ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأدنى، الذي التقى بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، وكان موضوع الزيارة حول تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وأمريكا.
وتأتي هذه الزيارة، بعد أسابيع قليلة من زيارة وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر للمغرب، وذلك في إطار تجديد التحالف الاستراتيجي بين الرباط وواشنطن على عدة مستويات، ومن بينها المجال العسكري الذي توج بتوقيع اتفاقية بين البلدين تمتد إلى 2030 .
وبرغم هذه الشكوك، إلا أن الملك محمد السادس كان واضحا في الرسالة الملكية التي وجهها للرئيس الأمريكي دونالد اترمب، على خلفية اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، إذ أكد جلالة الملك على الأهمية القصوى للقدس ليس فقط بالنسبة لأطراف النزاع، بل لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث. إضافة إلى أن كون الملك محمد السادس رئيسا للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي يدحض مجموعة من الاحتمالات الرائجة بخصوص تطبيع العلاقات بين البلدين.
ومن جانبه صرح رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني مؤخرا بأن المغرب رافض لجميع أشكال التطبيع مع “الكيان الصهيوني” على حد وصفه ، إذ يتمثل الموقف الرسمي للمملكة في دعم حل الدولتين مع إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
وفي حين أن الرأي العام العربي والعالمي ينتظر الكشف عن البلد المطبع القادم، فإن توجيه أصابع الاتهام لبلد دون آخر يبقى مجرد تكهنات، سيكشف عن مدى حقيقتها مستقبل الأيام.
سكينة نايت الرايس – أكادير 24