كشفت مصادر مقربة من اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة أن الأخيرة تستعد في الوقت الراهن لتسطير برنامج نضالي جديد يعمق الأزمة أكثر مما ينهيها، وذلك على خلفية التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، بمجلس النواب، الإثنين الماضي.
وحسب ذات المصادر، فقد انتقد مجموعة من الطلبة “طريقة حديث ميراوي وعدم توفيره للحلول المطلوبة، في الوقت الذي تتجه فيه السنة الجامعية نحو المجهول”، مشيرة إلى أن “اللجنة الوطنية بصدد تسطير برنامج نضالي جديد يحترم مدة الإضراب الماضية، ويرسل إشارة على ضرورة فتح الوزارة للحوار خلافا لما تدعيه”.
وأكدت المصادر ذاتها أن “لغة الوزير وعدم إيجاده حلولا كفيلة بإنقاذ الموسم الدراسي، الذي يقترب من التوشح بالبياض، أعادت الاحتقان من جديد إلى الكليات المغربية، تزامنا مع استمرار توقيفات الطلبة وتوقيف تمثيلياتهم الطلابية، فضلا عن توزيع الأصفار عليهم”.
ووفقا للمصادر نفسها، فقد “خلفت الحدة التي خاطب بها عبد اللطيف ميرواي طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة ردود فعل غاضبة”، حيث قال وقتها بأن الامتحانات ستكون في موعدها في بداية شهر يونيو المقبل، مع عدم التوجه نحو أي فترات استدراكية بالنسبة لغير الملتحقين من الطلبة بمدرجات الكليات لاجتيازها، مطالبا إياهم بالعودة سريعا وإيقاف المقاطعة، فيما أكد أن سيناريو سنة 2019 لن يعيد نفسه (في إشارة إلى إضرابات سابقة).
أمور لا بد من معالجتها
تفاعلا مع هذا الموضوع، كشف أحد أعضاء اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، أن “البرنامج النضالي الذي تتدارس اللجنة تسطيره ستتم إحالته على الطلبة من أجل التصويت عليه”، مشيرا إلى أن “الأخيرة تشتغل بطريقة ديمقراطية تحترم رغبات الطلبة، سواء في الاستمرار أو في التوقف”.
وأكد ذات المتحدث أن “هناك أمورا يجب أن تتم معالجتها، بما فيها الاكتظاظ في الكليات والتداريب الاستشفائية، فضلا عن هزالة المنح التي تقدم كتعويضات عن الأخطار المهنية، والتي لا تكفي حتى لثمن النقل من المنزل إلى المستشفى مرورا بالجامعة”، وفق تعبيره.
وأبرز عضو اللجنة أن “الطلبة لم يتوصلوا بأي دعوات للحوار منذ فبراير الماضي خلافا لما يقوله الوزير الذي أشار إلى فتح باب الحوار”، معتبرا أنه “من الخطأ التضحية بستة أشهر من النضال دون وجود ضمانات فعلية وحلول على أرض الواقع”.
الحوار.. المطلب الأساسي
من جهتها، أفادت إحدى طالبات الصيدلة، بأن “الحراك الطلابي المتواصل منذ أشهر يرمي أساسا إلى تجويد التكوين في الطب والصيدلة بالجامعات المغربية، حيث كان لا بد من التدخل من أجل التنبيه إلى عدد من المشاكل التي تعيق هذا التكوين”.
وأوضحت ذات المتحدثة أنه “من غير الصحيح القول بأن الطلبة يرفضون الحوار، بل إنهم يطالبون به منذ مدة بشكل يساهم في إنهاء المشاكل المطروحة، والتي لا تزال مستمرة وتهدد مستقبل الطلبة ككل، خصوصا بعد أن لجأت الكليات إلى طرد وتوقيف عدد من الطلبة وحرمانهم من تمثيلياتهم الطلابية”.
وأبرزت الطالبة ذاتها أن “الوزارة عوض أن تفتح باب الحوار قامت بفتح باب التوقيفات والطرد، حيث تم توقيف طلبة بالرباط، فيما تم طرد اثنين بطنجة وثمانية بوجدة بعد أن قضوا سنوات في التكوين الطبي والصيدلي، وهو ما يتعارض مع ضمان الحق في الإضراب والتعبير”.