يواصل قرار وزارة التربية الوطنية بتمديد الموسم الدراسي لأسبوع خلق الجدل في صفوف جمعيات الآباء وأولياء الأمور، والذين اعتبروا أن مدة التمديد المعلن عنها غير كافية لتعويض الزمن المدرسي المهدور خلال أشهر من الإضرابات والاحتجاجات.
في هذا السياق، أكد معروف عباس، رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، أن “جميع الآباء بلا أي استثناء هم ضد قرار إضافة أسبوع للموسم الدراسي”، مضيفا أن “هذا قطاع حيوي وحساس واستراتيجي يتعلق بتكوين جيل من المتمدرسين وليس فضاء للتجريب واللعب”.
وأوضح عباس في تصريحات صحفية أن “الوصفة الغريبة والعجيبة التي خرجت بها وزارة التربية الوطنية بالتشاور مع بعض جمعيات الآباء تبرز أن القطاع لا يريد أن يخرج من الحلول الترقيعية التي أثقلت كاهل المدرسة العمومية”، معتبرا أن ”الوزارة تجر جمعيات معينة إلى النقاش، وتغيب أخرى أكثر ارتباطا بالقواعد”.
وشدد الفاعل الجمعوي على أن الحديث عن التمديد غير ممكن في ظل استمرار الإضرابات، متسائلا : “كيف يمكن الحديث عن خطة لتمديد الزمن الدراسي والإضرابات لم تتوقف ؟ وبناء على أي أساس تم التفكير في هذه الخطة؟”.
وبخصوص ما تم تداوله حول أن خطة وزارة التربية الوطنية تراهن على إنقاذ الباكالوريا وتمكين التلاميذ من إتمام تكوينهم الجامعي، اعتبر المتحدث أن “الجهات الرسمية مطالبة بتحمل مسؤوليتها في ما آلت إليه الأوضاع عوض التذرع بمصلحة التلميذ بعد السماح بهدر كل هذا الوقت وتمطيط الحوار بشكل ماراطوني بلا أي تصور واضح”.
وفي سياق متصل، أفاد عباس بأن “خطة وزارة التربية الوطنية ليست لديها أية مصداقية ما دامت لا تتضمن جوابا عن الإشكالات الحقيقية، وهي عودة التلاميذ إلى الأقسام”، مشددا على أن “التلميذ له الحق في تعليم ذي جودة وليس تعليما يقوم على العشوائية ومحاولة إنقاذ الموسم الدراسي على حساب تعلمات أبناء وبنات المغاربة”.
هذا، وخلص رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب إلى أن “الثقة أصبحت تنسحب تدريجيا من شركاء وزارة التربية الوطنية، أمام إقصاء جمعيات الآباء المستقلة في الرأي”، مضيفا أن “جمعيات الآباء يجب أن تحرص على مصلحة التلميذ بشكل أساسي، لاسيما بعدما صارت العديد من الأسر تهرب أبناءها نحو التعليم الخصوصي”.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، كانت قد كشفت في بلاغ لها أن الخطة التنظيمية الجديدة ترتكز على تمديد السنة الدراسية بأسبوع إضافي بالنسبة للأسلاك الثلاثة، وكذا تمكين المتعلمات والمتعلمين بالمستويات الإشهادية من غلاف زمني يتيح لهم إكمال البرامج الدراسية للمواد الإشهادية في ظروف بيداغوجية وديداكتيكية ملائمة.
وأوضح البلاغ أن البرنامج الدراسي للتلميذات والتلاميذ سيركز على التعلمات الأساس بالمستوى الدراسي الحالي، واللازمة كمُدخلات أساس خلال المستوى الدراسي الموالي.