” ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج”
هي الآية 17 من سورة الفتح التى افتتحنا بها فيديو يوثق ل” السلكة القرآنية” داخل مقصورة ل ” تليفيريك” بين الأرض والسماء لحظة إعطاء الإنطلاقة لهذا المشروع المواصلاتي بأگادير قبل أيام
والحقيقة ان الآية كانت مناسبة لرفع الحرج عن هؤلاء العميان والعُرجان والمرضى الذين استغلوا بشكل غير لائق ومهين للسلكة القرءانية كاسلوب تديني وخاصة بسوس يتغيّأ التبريك والتقرب إلى الله سبحانه..
فالاعمي في بصيرته من يقبل تلاوة السلكة وسط آخرين يقومون بتصوير مناظر من الأعلى دون أن احترام لما يتلى من كتاب الله العزيز… وكأنه أمام أغنية مرافقة لمشاعر لحظتها.. وهو القائل سبحانه ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون)
أصلا يجب أن تكون أعرجاً في تفكيرك كي تقبل إخراج السلكة في مقصورة تليفيريك وانت تسيء إلى الإثنين معا..
إلى المشروع نفسه كآلية من آليات المواصلات الموجودة في مناطق أخرى من العالم.. وقد لا يشفع هذا التفرد والتميز استغلال وتشويه هذا السلوك والأسلوب التديني المشترك لدينا جميعا بهذه المنطقة والجهة عموما..
وقد لا يمنع أحداً أصحاب المشروع إقامة السلكة القرآنية بطلب التقرب إلى الله والدعاء لنجاح مشروعه الإستثماري..لكن بأسلوب السترة كما جرت العادة عند آبائنا وأجدادنا..
فما المانع من إقامتها بإحدى المدارس العتيقة المنتشرة بارجاء الجهة وإكرام طلبتها لوجه الله الخالص دون بهرجة او صخب..
اللهم إذا كان الهدف هو الترويج التجاري للمشروع وإضفاء صبغة الحلال وبما يرضى الله.. فالقرآن ليس وصلة إشهارية ولا وسيلة لتبرير التسعرة أوماشابه..
هذه سابقة غير طبيعية ولاأخلاقية قد تسمح لمستثمرآخر غدا اوبعده ان يفتح مشروعه بقراءة السلكة القرآنية على جوانب مسبح فندقه ذي الخمسة نجوم وبكل الخدمات والمرافق المهيّأة للسواح الأجانب..
كفى من العبث بمشاعرنا الدينية وأسلوب تديننا فللسكلة القرءانية هبتها وحرمتها كعبادة تدبرية خالصة لله سبحانه وتعالى بعيدة عن الشهرة والتشهير َ
والحالة هاته قال تعالى ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
نعم قد لا ينكر المرء أهمية المشروع بالنسبة للمدينة ولسنا من الجاحدين لقيمته المضافة وفي نفس الوقت لا نقبل تسويق الشجرة على أنها غابة.. فالذاكرة الجماعية للمدينة تحتفظ بفشل مشروع تليفيريك منذ سنوات كانت محطة انطلاقه ذاك الوقت منطقة بما يسمى اليوم ” مارينا أكادير” متزامنا مع مشاريع أخرى تم تدشينها بداية الألفية الثانية بهدف تسويق المنطقة السياحية.. آنذاك نفس الهدف الذي يروّج له اليوم بل من هناك من اعتبر تليفيريك منقذ السياحة بأكادير.. أم ترويج لما وراء قصبة أكادير أوفلاّ
تلك قصة هذا الضجيج الذي أعمى بصيرة البعض حد التطاول على عدم احترام قراءة القرآن الكريم
يوسف غريب