شهد عدد عمليات الهجرة السرية التي تنظمها شبكات الهجرة والاتجار في البشر انطلاقا من سواحل جهة سوس ماسة في اتجاه الجزر الإسبانية، ارتفاعا ملحوظا في الآونة الأخيرة.
وحسب ما أوردته مصادر مطلعة، فإن هذه الشبكات تستقطب الحالمين بالفردوس الأوروبي لتهجيرهم في ظروف أقل ما يقال عنها أنها خطيرة، وذلك مقابل مبالغ مالية مهمة تناهز ثلاثة ملايين سنتيم للمرشح الواحد.
وأوضحت ذات المصادر أن هذه الشبكات حولت أنشطتها إلى سواحل سوس لتكون منطلقا لعمليات الهجرة، وذلك في ظل تشديد الخناق عليها بغالبية سواحل الجنوب، خصوصا بشواطئ العيون وطانطان وسيدي إفني.
ووفقا للمعلومات المتوفرة، فقد سجلت شواطئ سوس ماسة، خلال الأسابيع الماضية، العشرات من عمليات الهجرة السرية، كانت آخرها تلك التي انطلقت، بحر الأسبوع الجاري، من سواحل أكادير وتزنيت.
وتفيد المعطيات ذاتها أن الرحلة الأولى انطلقت من سواحل أكادير في الساعات الأولى من صباح الأربعاء 17 أبريل الجاري، ووصلت الجمعة 19 أبريل نحو جزيرة لانزاروتي، بواسطة قارب خشبي على متنه 47 شخصا، من بينهم خمس نساء، فيما ينحدر غالبيتهم من مدينة الدار البيضاء.
وأوردت المصادر سالفة الذكر أن العملية الثانية انطلقت هي الأخرى الأربعاء الماضي من سواحل أكادير، على متن قارب خشبي يحمل 43 شخصا ينحدرون من منطقة كيسر بنواحي سطات، غير أنها لم تكلل بالنجاح بعدما واجهتها ظروف صعبة.
وأكدت المصادر أن باخرة صيد تدخلت لإنقاذ ركاب هذه الرحلة على بعد 70 ميلا بحريا غرب مدينة طانطان وتسليمهم إلى باخرة الإنقاذ “أسا” على مشارف ميناء طانطان، التي قامت بدورها بنقلهم إلى الميناء.
وبخصوص الرحلة الثالثة، فقد كانت نقطة انطلاقتها من سواحل أكلو بإقليم تزنيت في الساعات الأولى من صباح الخميس 18 أبريل الجاري، على متن قارب مطاطي وصل صباح الأحد 21 أبريل إلى جزيزة لانزاروتي وعلى متنه 36 شخصا ينحدر معظمهم من مدينة كلميم.