تتهيأ منطقة الدراركة، الواقعة شرق أكادير، لاحتضان مشروع سياحي جديد يحمل اسم «حديقة الأسود» بعدما بلغ مراحل إنجاز متقدمة تمهيدًا لافتتاح مرتقب خلال الأسابيع القليلة المقبلة. ويأتي هذا الورش لتعزيز جاذبية الجهة كوجهة عائلية تمزج بين المتعة والمعرفة، وتضيف خيارًا طبيعيًا–ترفيهيًا إلى خارطة المقاصد المحلية.
ويكمّل المشروع المسار الناجح الذي رسخته «حديقة التماسيح – Crocoparc» منذ افتتاحها، إذ يُنتظر أن يوسّع العرض الترفيهي في سوس ماسة، ويرفع من مدة إقامة الزوار ومتوسط إنفاقهم عبر تجارب قريبة من الحياة البرية دون مغادرة محيط المدينة.
ويهدف القائمون على «حديقة الأسود» إلى تقديم تجربة مشاهدة آمنة وتثقيفية للحيوانات المفترسة وفي مقدمتها الأسود، داخل فضاءات صُممت وفق معايير السلامة والرفق بالحيوان. ويُراهن على توفير بيئة شبه طبيعية تحاكي الموطن الأصلي لهذه الحيوانات، مع مسارات مراقبة مدروسة ولوحات تعريفية تشرح خصائص السلوك الحيواني والتنوع البيولوجي وأهميته في التوازن البيئي.
وتعكس هذه المبادرة تحوّلًا تدريجيًا في نموذج الجذب السياحي بالجهة، بعيدًا عن الحصرية الشاطئية نحو تنويع المنتوج واستثمار المؤهلات الطبيعية والثقافية للمناطق القروية المحيطة بأكادير. وتُعد الدراركة امتدادًا حضريًا وسياحيًا واعدًا بفضل موقعها وقربها من محاور العبور الأساسية، ما يمنح الزوار سهولة الوصول ويتيح بناء تجارب متكاملة في يوم واحد.
وتضم الحديقة المنتظرة مرافق ترفيهية وخدمات ضيافة وفضاءات مخصصة للتوعية البيئية، إلى جانب أنشطة وورشات موجهة للأطفال، بما يجعل الزيارة مناسبة للعائلات والرحلات المدرسية. ومن شأن هذا المزيج بين الترفيه والمعلومة أن يساهم في نشر ثقافة السياحة المستدامة ويعزز الوعي بأهمية حماية الحياة البرية.
ويُرتقب أن ينعكس المشروع إيجابيًا على الدورة الاقتصادية محليًا عبر خلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة، وتنشيط قطاعات مساندة كالنقل والإطعام والإيواء والتجارة القريبة من موقع الحديقة. ويرى مهنيون في المجال أن «حديقة الأسود» قادرة على إغناء المشهد السياحي بالجهة واستقطاب شرائح واسعة من الأسر والزوار الباحثين عن تجارب قريبة من الطبيعة وآمنة في آن واحد.
وتؤشر وتيرة الأشغال المعلنة إلى اقتراب موعد الافتتاح، مع ترقّب تفاصيل رسمية حول ساعات الزيارة وأسعار التذاكر والخدمات المصاحبة. ويأمل المتابعون أن تشكل الحديقة إضافة نوعية تعزّز مكانة أكادير ونواحيها على خريطة المقاصد البيئية–الترفيهية داخل المغرب وخارجه.
الله يسخر
” مع الأسف جماعة الدراركة مهمشة جداً وتفتقر للمرافق العمومية…”