باشرت السلطات التركية خلال الأسبوع الجاري ترحيل آلاف المهاجرين المغاربة الذين كانوا يقيمون في مراكز الرعاية الاجتماعية.
ويأتي هذا الإجراء الذي باشرته السلطات التركية في إطار خطة شاملة تهدف إلى ترحيل مئات المهاجرين إلى بلدانهم، بما فيها المغرب.
ووفقا لما أوردته مصادر إعلامية، فإن المهاجرين المغاربة المهددين بخطر الترحيل أو المرحلين هم قسمان، بعضهم وصل منذ عدة أشهر إلى تركيا بشكل غير شرعي بهدف العبور إلى دول الاتحاد الأوروبي، وهؤلاء مهاجرون سريون لا يملكون أوراق إقامة نظامية، في حين أن الآخرين هم مهاجرون موجودون منذ عدة سنوات على الأراضي التركية ولديهم أوراق إقامة نظامية ويمارسون أعمالهم وغالبيتهم من العمال.
وذكرت ذات المصادر أن عشرات المهاجرين المغاربة المقيمين بتركيا، بشكل قانوني، توجهوا إلى مصالح القنصلية في إسطنبول من أجل الاستفسار عن تجديد وثائق الإقامة الخاصة بهم، إلا أنهم تفاجؤوا بوجود شروط جديدة معقدة، وفي بعض الحالات تم ترفض تجديد الإقامة.
وإلى جانب ذلك، توافد مهاجرون آخرون غير نظاميين على مصالح قنصلية المملكة في إسطنبول، حيث عمدت هذه الأخيرة إلى تأهيل الراغبين منهم في العودة إلى أرض الوطن، وذلك من خلال تقديم رخصة المرور للذين لا يتوفرون على جواز السفر، أو الذين فقدوا جوازات سفرهم أثناء رحلة العبور إلى الضفة الأوروبية.
وأكدت المصادر نفسها أن تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع التضخم في البلاد فضلا عن تعالي الخطاب السياسي واللهجة العنصرية ضد الأجانب كلها عوامل تقف وراء ترحيل هؤلاء المهاجرين.
وقد أثارت هذه الخطوة سخط الآلاف من المهاجرين المغاربة، خاصة العمال الذي دأبوا على تجديد أوراق إقامتهم في تركيا، حيث يزاولون مهنا مختلفة، دون أية مشاكل.
يذكر أن السلطات التركية تواصل منذ أيام ملاحقة المهاجرين داخل أراضيها، خاصة السريين منهم، وذلك عبر تسيير دوريات في الشوارع وتفتيش المنازل والفنادق في بعض الولايات التي تشهد عمليات هجرة سرية إلى اليونان وبلغاريا، كما تقوم بضبط المهاجرين المتواجدين في إسطنبول قصد ترحيلهم، خاصة أن هذه المدينة تضم أكثر من 4 ملايين لاجئ، منهم 542 ألف سوري، بحسب الإحصاءات التركية الرسمية.