تواصل العديد من الأسر بمدينة تارودانت المبيت وسط الساحات العمومية، خاصة تلك القريبة من مقر العمالة والباشوية، كما هو الحال بالنسبة لساحة باب الخميس والساحة المجاورة لباب الحجر وحديقة إبراهيم الروداني.
وحسب ما أوردته يومية “الأحداث المغربية” في عددها ليوم الجمعة 15 شتنبر 2023، فإن الأسر المذكورة قضت ليلتها السابعة وسط خيام بسيط مصنوعة من القماش في ظروف صعبة، بعد الهزة الارتدادية التي استشعرتها ساكنة الإقليم يوم أمس الخميس، والتي بلغت قوتها 4 درجات على سلم ريختر.
وأكدت اليومية أن الأسر المذكورة تقضي أوقاتها في الساحات ليل نهار، بحيث لم يقتصر الأمر فقط على الأسر التي دفعت بها ظروفها القاهرة بالعالم القروي إلى الاستقرار بالمدينة، بل هناك عائلات حتى من قلب المدينة غادرت منازلها، ولا ترتادها إلا لجلب حاجياتها من الأغطية والمؤونة والملابس.
وصرحت هذه الأسر بأن معظم أفرادها لا يزالون يعانون من صدمة ما بعد الزلزال، خاصة الأطفال الذين رفضوا العودة إلى منازلهم، خوفا من تكرار الهزة الأرضية، وهو ما دفع والديهم للاستجابة لمطلبهم بالبقاء في الخارج حرصا على أمنهم وسلامتهم.
وفي مقابل ذلك، أفادت أسر أخرى بأن مكوثها بالساحات العمومية راجع إلى وجود تصدعات وشقوق بمسكانها المتواجدة خارج المدار الحضري، وهو ما ألزمها بارتياد المدينة وافتراش عشب حدائقها، خوفا من انهيار هذه المنازل على رؤوس ساكنيها.
وتجدر إلى أن عدد ضحايا الزلزال المفجع الذي شهدته مناطق متفرقة بالمغرب يوم الجمعة الماضية، أسفر عن وفاة 980 شخصا بإقليم تارودانت، و 1684 بإقليم الحوز، فيما بلغ العدد الإجمالي للضحايا في مجموع الأقاليم المتضررة 2946 شخصا.
ويشار أيضا إلى أن السلطات العمومية تواصل جهودها للتكفل بالمصابين، وإيواء المتضررين، وإيصال الإعانات الغذائية والصحية لهم، وتأمين حركة السير بالطرق التي تضررت جراء الزلزال، معبئة في الوقت نفسه كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة.