سجلت عدة أحياء شعبية بمدينة أكَادير،مرة أخرى مواجهات هنا وهناك،يوم عيد الأضحى وبعده،كان أبطالها أشخاص مجهولون متنكرون في جلود الماعزوالأغنام وهم يتجولون بحرية في أزقة وشوارع المدينة محدثين فوضى عارمة.
بعضهم يتحرش بالفتيات والآخر يعتدي على المارة وثالث يمارس اللصوصية مستغلا هذا الطقس الإحتفالي التنكري الفرجوي الذي يتزامن سنويا مع مناسبة عيد الأضحى.
بل أكثر من ذلك وقعت مشاداة كلامية نابية ومشاجرات بين شبان متنكرين استعملت فيها الحجارة والأسلحة البيضاء،وكانت هذه المشاجرات ستنتهي بما لا تحمد عقباه لولا تدخل قوات الأمن لتفريق هؤلاء المتنكرين العشوائيين من المراهقين والشباب أغلبهم من ذوي السوابق العدلية في مختلف الجرائم:الإتجارفي المخدرات بكل أنواعها والسرقة والإعتداء العمدي.
هذا وإذا كانت ظاهرة بوالجلود أو بوالبطاين أو بيلماون أو هرمة حسب تسميات المناطق المغربية،باعتبارها موروثا مغربيا،لا يمكن منعها أو تقويضها نهائيا لأنها عادة توارثناها،فالحالة هاته تستوجب تقنينها وتنظيمها وفق ضوابط محددة في الزمان والمكان.
وأن تشرف على هذا الطقس الإحتفالي جمعية مدنية مرخص لها من قبل السلطات بشرط أن يكون المتنكرون ممن اختارتهم الجمعية للقيام بهذه الأدوار بساحة معينة ووفق أوقات زمنية مضبوطة لديها ولدى السلطات.
ولهذا فالكل يلوم السلطات العمومية في هذه الفوضى التي نراها بالأحياء الشعبية بمدينة أكادير،والتي اشتكى منها العديد من المواطنين، حين نصادف متنكرين عشوائيين فرادى وجماعات مترجلين حينا وممتطين دراجات نارية حينا يتجولون بحرية وعشوائية محدثين فوضى بالليل والنهار،بعيدا عن أية مراقبة.
بل أكثرمن ذلك خلقت هذه الظاهرة غير المنظمة والمقننة حربا شديدة بين المؤدين والرافضين على فضاء الأزرق،حيث اشتد النقاش حول جدوى هذه الظاهرة والفوضى التي تخلقها وما تسببه من انزعاج للمواطنين،مما جعل البعض يطالب بمنع هذه الطقوس الإحتفالية في الوقت الذي دافع البعض الآخر عنها،باعتبارها موروثا ثقافيا له ارتباط وثيق بمجالي جغرافي ولغوي وإثني.
لسنا مع الرافضين المتشددين المطالبين بالمقاطعة،كما حدث مع مقاطعة بعض العلامات التجارية سابقا،ولسنا مع المدافعين مع هذا الطقس إلى حد التعصب الإثني باعتبارهذا الطقس الإحتفالي الفرجوي يرتبط بهوية ومجال جغرافي محدد بالمغرب.
نعم مع الحفاظ على هذا الموروث الثقافي المغربي بشرط أن يقنن وينظم في شكل كرنفال ومهرجان ذي فائدة سياحية،من طرف المجتمع المدني وتحت مراقبة ورعاية السلطات حتى لا يزيغ عن مقاصده،وأن ينظم وفق شروط مضبوطة من حيث الشكل والعرض والأقنعة التنكرية …على الطريقة التي ينظم بها كرنفال إمعشار بتزنيت وكرنفال بيلماون بإنزكان والدشيرة.
.عبداللطيف الكامل