تساءل مجموعة من المواطنين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن التأثيرات المحتملة لعاصفة “دانا” على شمال المغرب، خاصة بعد الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية التي ضربت مدن جنوب شرق إسبانيا، مخلفة خسائر مادية وبشرية كبيرة.
وحسب ما أورده متخصون تحدثوا إلى وكالة الأنباء “رويترز”، فإن الدول المعنية بتأثيرات هذه العاصفة الناتجة عن “التقاء الهواء البارد بالدافئ” تشمل البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، وهو الموقع الجغرافي الذي يضم إلى جانب جنوب إسبانيا شمال المغرب.
وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، أن ظاهرة المنخفض الجوي “دانا” تشكلت نتيجة نزول كتلة هوائية باردة انفصلت عن التيار النفاث البارد في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، حيث تلاقت كتلة هوائية دافئة ورطبة قادمة من البحر المتوسط مع هواء بارد في الطبقات العليا.
وأبرز يوعابد أن هذا الاختلاف في درجات الحرارة والرطوبة ساهم في تكون تيارات هوائية صاعدة وأمطار غزيرة، ما أدى إلى حالة من عدم الاستقرار في الأجواء بجنوب شرق إسبانيا بدرجة أكبر، نتيجة لمناخها المتوسطي ووجود كتل هوائية رطبة ودافئة في حوض المتوسط، الأمر الذي نتج عنه هطول أمطار غزيرة وحدوث فيضانات قوية.
وبالنسبة لتأثير هذا المنخفض على المغرب، فقد أوضح المسؤول بمديرية الأرصاد الجوية أنه كان أقل حدة مقارنة بجنوب شرق إسبانيا، لكنه أدى إلى تساقطات مطرية مهمة يوم الثلاثاء، حيث سجلت 100 ملم في طنجة المتوسط و84 ملم في الفنيدق.
وسجل ذات المتحدث أن هذه العاصفة تظهر في المغرب بين الفينة والأخرى، على شكل سحب كثيفة مرفقة بأمطار أو زخات رعدية أحيانا، وقد شملت المناطق الشمالية والوسطى من البلاد، بالإضافة إلى مرتفعات الأطلس والريف، وبعض المناطق الشرقية.
وتوقع الحسين يوعابد أن يستمر تأثر المغرب بهذه العاصفة بشكل أقل حدة خلال الأيام القادمة، باعتبار أن هذه العاصفة تهم بشكل رئيسي جنوب إسبانيا.