نبه وزير التجهيز والماء، نزار بركة، إلى خطورة الوضعية المائية في المغرب، مؤكدا أن نسبة ملء السدود لا تتجاوز 23.5%، مقارنة مع 31% السنة الماضية.
وخلال حديثه في الندوة التي أعقبت أشغال المجلس الحكومي المنعقد اليوم الخميس 21 دجنبر الجاري، أفاد الوزير بأن واردات السدود خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة لم تتجاوز 519 مليون متر مكعب، في حين بلغت مليار و500 مليون مكعب، مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.
وأضاف بركة أن المغرب دخل في مرحلة دقيقة، لأنه عانى من 5 سنوات جفاف متتالية، مشيرا إلى أن المعطيات تبين أننا متجهون “لاقدر الله” إلى سنة جافة أخرى.
وأبرز ذات المسؤول أن “هناك تخوفا بالنسبة للمستقبل خاصة في عدد من المناطق”، مشيرا إلى أن “الحكومة اتخذت، بتوجيهات ملكية، عددا من الإجراءات لتجنب تضرر ساكنة مجموعة من المناطق من قلة المياه”.
وضعية السدود بالمملكة
أفاد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، بأن منطقة اللوكوس، كانت تشكل أكبر خزان مائي بالمغرب نظرا للتساقطات المطرية الكثيفة التي تشهدها عادة، حيث كان يبلغ المعدل السنوي من المياه التي تدخلها إلى السدود 282 مليون متر مكعب، بينما لم يتجاوز هذه السنة 23 مليون متر مكعب.
وعلى مستوى ملوية، كانت السدود تستقبل 311 مليون متر مكعب، وهذه السنة لم تتجاوز نسبة الملء 121 مليون متر مكعب، والأمر ذاته بالنسبة لسبو الذي كان يستقبل 758 مليون متر مكعب، فيما لم يتجاوز هذه السنة 90 مليونا، حسب تصريحات الوزير.
ومن جهتها، كانت سدود أبي رقراق تستقبل 147 مليون متر مكعب بينما لم تتجاوز 14 مليونا هذه السنة، والأمر ذاته بالنسبة لأم الربيع حيث كانت السدود تستقبل 694 مليون متر مكعب، في حين لم تتجاوز 195 مليون متر مكعب هذه السنة.
وعلى صعيد سوس ماسة، أفاد بركة بأن السدود كانت تستقبل حوالي 160 مليون متر مكعب، بينما لم تتجاوز الكمية هذه السنة 10 مليون متر مكعب.
وبناء على هذه الأرقام، وصف الوزير الوضعية المائية بالمغرب بـ”الخطيرة جدا”، مشيرا الى أن التساقطات المطرية بلغت معدل 21 ملمتر خلال الـ3 أشهر الماضية، ما يشير الى تراجع يمثل 67% مقارنة مع سنة عادية، كما أن درجات الحرارة تجاوزت المعدل السنوي بدرجة و30، وهو ما ينعكس على عملية التبخر ووضعية السدود.
وخلص الوزير إلى القول بأنه “لم يكن متوقعا أن نصل إلى هذه الوضعية التي كان لها وقع سلبي على نسبة ملء السدود، حيث إن هذه الأخيرة التي لا تتجاوز اليوم 23.5 بالمائة، بتراجع وصل إلى 7 نقط مقارنة مع السنة الماضية”.
التبذير في زمن الندرة
اشتكى وزير التجهيز والماء، نزار بركة، من تبذير المغاربة للمياه رغم حملات التحسيس، معتبرا هذا الأمر إشكالية حقيقية.
وأوضح الوزير أن اللجان الجهوية المكلفة من الولاة والعمال ستعمل بكيفية يومية على تتبع حالة المياه، و ستتخذ كل التدابير اللازمة لعقلنة الطلب وحسن تدبير مخزون المياه.
ومن بين هذه التدابير، حسل المسؤول الحكومي، التقليص من الضغط على المياه، وبرمجة انقطاعات في المياه إذا دعت الضرورة على الصعيد المحلي، وذلك حسب تطور الوضعية في كل جماعة ومدينة.