تمكن فريق دولي من الباحثين من اكتشاف آثار ضخمة جديدة لديناصورات من فصيلة “التيروبود” اللاحمة في منطقة إيملشيل وسط الأطلس الكبير بالمغرب.
ويتكون فريق البحث الذي اكتشف هذه الآثار من أساتذة باحثين من إسبانيا والولايات المتحدة والمغرب، بحيث كانوا يترددون على المملكة، وتحديدا موقع إيملشيل لحوالي4 سنوات، منذ عام 2016.
ونشر الباحثون دراسة مفصلة عن الآثار التي اكتشفوها في دورية “جورنال أوف أفريكان إيرث ساينسز” (Journal of African Earth Sciences) في أواخر شهر ماي الماضي.
وتعليقا على هذا الموضوع، قال موسى مسرور، الباحث المغربي المشارك في الدراسة والمنتمي لكلية العلوم بجامعة ابن زهر بأكادير : “لقد تمكنا بموجب الأبحاث التي أجريناها بمنطقة إيملشيل من التعرف بدقة على بصمتين ضخمتين جديدتين لديناصورات من نوع التيروبود، يتجاوز طولها 70 سم”.
وأوضح ذات المتحدث أن هذه البصمات “تعود للعصر الجوراسي المتوسط، وهي من بين 26 بصمة ضخمة للتيروبودات المعروفة على الصعيد العالمي”، مضيفا أن “هذه الدراسة تقدم كل المعطيات الرقمية المتعلقة بهاتين البصمتين ووصفهما بدقة“.
وحسب موسى مسرور، فإن “اكتشاف بصمات كبيرة جدا للديناصور، يثبت تواجد ديناصورات بأحجام كبيرة في منطقة إيملشيل، حتى في حالة عدم العثور على بقايا عظامها“.
وأوضح موسى مسرور أن “هذه الدراسة قدمت وصفا دقيقا، من خلال الحسابات التي أجريت على البصمتين، وكذا إعطاء معلومات عن الحجم وعن الزمن الجيولوجي الذي تنتميان إليه”.
وفي سياق متصل، كشف الباحث المغربي أن “أهمية هذه الدراسة العلمية تمكن في تثمينها جميع الدراسات العلمية السابقة التي أجريت في منطقة إيملشيل، والتي ترجح أن هذه المنطقة قد تكون أكبر موقع لآثار الديناصورات وحيوانات أخرى عاشت بجانبها في العصر الجوراسي بالمغرب”، مشيرا إلى أن المنطقة المذكورة “عرفت باكتشافات عديدة توصلت إليها فرق بحث عالمية وشارك فيها علماء مغاربة من مختلف التخصصات”.
وخلص مسرور إلى أن “إجراء هذه الدراسة كان محفوفا بتحديات عدة، من أبرزها صعوبة زيارة موقع إيملشيل خلال فصل الشتاء، نظرا لأنه يكون مغطى بالثلوج، بالإضافة إلى جائحة كورونا التي كانت سببا في تأجيل بعض الزيارات وكذا إرباك برنامج البحث، فضلا عن تحدي التمويل”، مشيرا إلى أن أعضاء الفريق مولوا هذه الدراسة بشكل شخصي، مع تلقي المؤلف الأول للدراسة دعما من الحكومة الإسبانية.