عرف مقر وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة حركية غير مسبوقة في هاته الأيام؛ حركية في صراع مع الزمن من أجل التغييرات أو التعديلات كل يصفها حسب موقعه:
فالنقابات تحاول فعل أي شيء من أجل استرجاع مكانتها الطبيعية في علاقتها مع القواعد، كما أن الوزارة تعمل جاهدة كي لا تقوض عمل شركائها التقليديين ، وتتراجع في آخر لحظة في خطوة غير مفهومة عن استقبال التنسيقيات، وتضيف إليهم فيما بعد نقابة الجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديموقراطي بحجة متعارف عليها هي أنه “من أعراف الحوار مع الإدارة أن يتم بعيدا عن ضغط الفعل النقابي المتسم بالاحتجاج”، وبما ان النقابة FNE ، لا تريد أن ترمي البيض في سلة واحدة قررت أن تعلن الإضراب لمدة يومين -عكس التنسيقية الموحدة التي أعلنت 4 أيام-، راغبة حسب تكتيكها التحاور في بداية الأسبوع لجس نبض الوزارة ومعرفة مدى جديتها في تنزيل ما اتفق عليه،
لكن الوزارة لها رأي آخر مفاده أنه لا حوار مع من يريد أن يحافظ على موقعه وعلاقته بالمضربين ، لهذا اتخذت قرارها بإغلاق الحوار معها وإبقاء FNEخارج ما يتم هندسته، والحال أن التنسيقيات صعدت، لكن جزءا منها بدأ البحث عن وسيط يُبلِّغ مطالبه للوزارة، وهرعت الى مقرات النقابات دون استثناء، وحققت النقابات الأربعة انتصارا يعتبره البعض أنه قد يكون مؤقتا ، وتهافتت الفئات وشكلت تنسيقيات على عجل بعضها تم عبر اجتماعات عن بعد،
وبلَّغت ملفها المطلبي عبر الوسيط المكون للجن المشتركة، فأصبح الكل يتسابق حتى لا يجد نفسه بعد إغلاق الحوار وانتهاء اللجن من جلساتها الماراطونية خارجا بخفي حنين. فالكل يترقب وينتظر الأخبار المسربة والمتضاربة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تُقطر بعض النتائج التي تزيد من إصرار الفئات على تسجيل حضورها عبر الوسيط الذي اختارته كرها رغم انتقادها له، في انتظار ان تظفر بغنيمة بعد اسدال الستار على المشهد المرتقب منه أن يقنع الجميع بالعودة الى قاعة الدرس، وإنقاذ ما تبقى من السنة الدراسية والتلاميذ من الضياع.
أمين الزاڭوري/ أكادير 24 أنفو