أكادير24
يعيش مركز أنزي مند مدة أزمة عطش حقيقية ما فتئت تتمدد بازدياد عدد ساعات انقطاع الماء بعموم هذا المركز. فقد صار لزاما على السكان الانتظار لساعات طوال قبل أن تعود المياه إلى الصنابر (تنقطع المياه مؤخرا طيلة اليوم تقريبا من الفجر إلى ما بعد العصر)، ولحدود اليوم لم يتواصل أحد مع المواطنين لإخبارهم بما يجري أو تحسيسهم بالحفاظ على هذه المادة الحيوية إن كان الأمر يتعلق بأزمة نضوب مصادر المياه.
ويتم تزويد ساكنة مركز أنزي، التي تناهز تقريبا حوالي 3000 نسمة، بالماء الشروب من ثلاثة آبار رئيسية حفرت كلها منذ سنوات إبان إشراف الجماعة على تدبير خدمة توزيع الماء،ولم يقم مكتب الماء ONEP بأي مجهود لتقوية هذه الابار رغم تضاعف أعداد المشتركين الذي يقارب اليوم 900 عداد. وفي الوقت الذي كان فيه سكان الدواوير المجاورة ينتظرون توسيع الشبكة وتعميم الخدمة، تفاقمت أزمات قطاع الماء بالمركز (اعطاب متكررة على مستوى القنوات الرئيسية المهترئة، انقطاعات مزمنة للماء، بؤس في تدبير عملية استخلاص الفواتير ….) وصار العطش يشل مرافق المركز الحيوية وينكد على الناس أيامهم دون أن يعرف أحد سبب ما يجري.
وإذا كان هذا حال المركز، فإن باقي الدواوير المنسية، بالمداشر والجبال تعاني الجفاف والعطش، حيث تعتمد هي الاخرى على ابار جلها بعيد عن المساكن بكيلومترات تقطعها النساء صباح مساء للتزود بالماء،. و قد تأثرت هي الاخرى بالجفاف والاستنزاف.
وفي ظل هذا الوضع الخطير، الذي يدفع بالناس إلى الهجرة قسرا ، لم تبدل أي جهود تذكر في مجال تعزيز الموارد المائية بهذه الجماعة التي يقطنها 7600 نسمة موزعين على 134 قرية/ دوار، فلا عمليات تنقيب جادة، ولا سدود تلية تنعش الفرشة المائية، ولا مطفيات جماعية تخزن مياه الأمطار التي تضيع كل عام، ولا حملات تحسيسية لتوعية الساكنة بخطورة الوضع ….ولا ولا …
ورغم أن المنطقة تتواجد على بعد كيلومترات فقط من سد يوسف بن تاشفين الذي تصب فيه وديانها إلا أنها مغيبة كليا ومقصية من الاستفادة منه بينما وصلت مياهه إلى مدن وقرى أقصى الجنوب بإقليم افني وحتى كلميم….لا بل حرمت المنطقة من الاستفادة من عيون بوتبوقالت( عيون تقع على وادي أماغوز بجماعة أيت أحمد ويبلغ صبيبها حوالي 30 لتر في الثانية ) التي تصب هي الاخرى في سد بن تاشافين (فوتت مؤخرا لإحدى الشركات التي ينتظر أن تشرع في تعليبها).
ما يعرفه مركز أنزي ودواويره عموما من عطش ليس أزمة عابرة ولا مشكلة ككل المشاكل التي طبع معها الناس كما طبعوا مع بؤس تدبير شأنهم العام. هذه أزمة قاتلة إن لم ينهض الجميع للتصدي لها اليوم قبل الغد، ستدق اخر مسمار في نعشه وسيهجر من تبقى بهذه المنطقة عاجلا أم آجلا.
حسين أسماد-أنزي