استنفر انتشار الوصفات الطبية والمنتجات شبه الطبية بعدد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب مجموعة من الخبراء والمختصين الذين حذروا من خطورة هذا الموضوع.
ويأتي هذا في الوقت الذي يتداول فيه مجموعة من النشطاء بموقع “فيسبوك” وتطبيق “واتساب” فيديوهات قصيرة تتضمن ما سمي “إرشادات” لـ”العناية بالصحة”، يقدمها أشخاص يعرفون أنفسهم بأنهم “خبراء في التغذية والصحة”.
وإلى جانب ذلك، تعرض بالصفحات المذكورة، والتي يتابعها الآلاف من مستعملي مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، وصفات طبية تدعي علاج أمراض مثل السكري والسرطان وغيرهما، فصلا عن عرض أدويه للضغط والقلب وغيرها من الأدوية التي تهم حالات مرضية معينة أو أمراضا مزمنة.
ومن جهة أخرى، يجد مجموعة من متصفحي مواقع التواصل الاجتماعي ضالتهم في صفحات تعرض مكملات غذائية لكمال الأجسام وبناء العضلات ووصفات أخرى للراغبين في إنقاص الوزن، وهو الأمر الذي يتم اتباعه دون استشارة الطبيب.
هذا، واعتبر مجموعة من المختصين أن الهدف من وراء هذه الفيديوهات هو الربح فقط، إذ يتم خلالها الترويج لمجموعة من المنتجات التي قد تضر بصحة المستهلكين، كما قد تتسبب في إصابة بعض الحالات بمضاعفات خطيرة.
وتفاعلا مع هذا الموضوع، أكد الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، طيب حمضي، أنه “من الخطير جدا تعاطي أي أدوية أو مكملات غذائية طبية دون اشتشارة الطبيب المختص”، مشددا على أن “المعلومات التي يتم تناقلها عبر الإنترنت لا تغني عن زيارة وتشخيص الطبيب”.
وأضاف حمضي في تصريحات صحفية أن “الإنترنت قد يكون وسيلة جيدة للتواصل وتبادل الخبرات والإعلان عن منتجات التجميل وغيرها، ولكن ليس وسيلة لتشخيص الأمراض أو عرض أدوية قد تؤدي إلى الإضرار بالآخرين”.
وأوضح ذات المتحدث أن “القانون يمنع إشهار الأدوية بالمغرب، وهو الأمر الذي يحاول كثيرون الاحتيال عليه من خلال عرض المنتجات الطبية وشبه الطبية والمكملات الغذائية بطريقة زائفة ومغشوشة، وذلك في صيغة نصائح وتوجيهات يتبعها عرض الدواء على المتتبعين”..
وشدد حمضي على أن من يقومون بهذه الأفعال “يستغلون الوضعية الاجتماعية للمرضى من أجل تحقيق أرباح غير قانونية”، كما أنهم “يهددون صحة المواطنين وسلامتهم”، داعيا إلى “عدم استخدام أي معلومة طبية نجدها عبر المواقع الإلكترونية من دون إشراف الطبيب”.
وتجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية كانت قد كشفت أن 90 في المائة من عمليات شراء الأدوية عبر الإنترنت تنطوي على عمليات نصب واحتيال، حيث يتم معظمها داخل السوق السوداء للأدوية المغشوشة، فيما تنعش هذه التجارة جيوب الكثير من الشبكات التسويقية بملايين الدولارات سنويا.