احتفاء باليوم العالمي لشجرة الأركان، قام المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة بتزنيت يومه الجمعة 20 ماي 2022 بزيارة لمدرسة 18 نونبر المتواجدة بالمدينة القديمة، وقد كان مرفوقا بقائدة ورئيسة الملحقة الإدارية الأولى بتزنيت ورؤساء المصالح بالمديرية و مفتش اللغة العربية بالمؤسسة للمقاطعة التربوية.
بعد استقبال الوفد الرسمي من طرف مكونات المؤسسة الإدارية و التربوية وأعضاء من مكتب جمعية أمهات وآباء وأولياء تلميذات وتلاميذ المدرسة، تم الافتتاح بتحية العلم مع النشيد الوطني، بعدها كان للحضور موعد مع مجموعة من المحطات والفقرات التربوية؛ التنشيطية منها والفنية والثقافية وما تحمله من وعي بيئي حول شجرة أركان ورسائل تربوية نبيلة، وذلك في شكل أروقة وورشات أبطالها هم البراعم الصغار رواد مدرسة 18 نونبر بمن فيهم الأطفال في وضعية إعاقة، ووراءهم جنود الخفاء من الطاقم التربوي والإداري للمؤسسة بتنسيق وتعاون ودعم من جمعية أمهات و آباء و أولياء التلاميذ بهذه المؤسسة التعليمية، هذه الجهود المباركة المبذولة التي انخرط فيها الطاقم الإداري والتربوي بتلقائية بمعية الشريك المباشر للمؤسسة، ما فتئ هذا الفريق المتكامل المتواصل المتعاون يبدع في كل مناسبة لونا خاصا تسمه الجدة والتميز، وكلهم ساهموا في إخراج هذا العمل التربوي الرائع…
مسرحيات حول شجرة أركان بالعربية والأمازيغية والفرنسية، مؤداة بإتقان وعفوية قل نظيرها، أمتعت الزوار عبر مختلف فضاءات المؤسسة؛ داخل الفصول الدراسية وخارجها ووسط المساحات الخضراء غير بعيد عن بناية إدارة المدرسة…
حوارات، خواطر وأناشيد تربوية عن شجرة أركان كانت كذلك ضمن فقرات الحفل البهيج، تتبعها الحضور دون كلل أو ملل، كانت خفيفة في أدائها وثقيلة بفوائدها ومعانيها، لذلك أطبع عليها الزوار ارتسامات الرضى والاستحسان، كيف لا وهي الشجرة الفريدة النادرة من نوعها التي تنمو فقط بالمغرب رغم كثير من المحاولات الفاشلة في غرسها في بلدان أخرى، وتعبر هذه الشجرة بحق عن حضارة بيئية مغربية عريقة وفي أحضان أراضي سوس الفلاحية الجميلة. إنه الموروث الإيكولوجي و التراث اللامادي العالمي الإنساني لشجرة أركان التي تشكل ركيزة من ركائز التنوع البيئي !
لم يقتصر هذا الحدث على الأداء الشفهي من مسرحيات وأناشيد وخواطر فقط، بل تخللته ورشات ومسابقات ثقافية وأعمال يدوية على شكل أنامل في حضرة شجرة أركان تجسد -من جهة- أرفع تجليات المهارات الحياتية عند المتعلمين بالمؤسسة من حس تعاوني وتشاركي.. كما تعبر – من جهة ثانية- عن هوية وحضارة الشجرة المحتفى بها؛ شجرة أركان الشامخة الثمينة غذائيا وصحيا لدرجة أضحى الظفر بها اليوم أمرا صعب المنال…
وقد كانت الكلمة المقتضبة الوافية الكافية التي ألقاها السيد المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية على مسامع الوفد المرافق و جمع من التلاميذ أثناء تفقده للورشات، حول أبعاد الاحتفاء بشجرة أركان وكذا عالميتها التي استحقتها بجدارة، قيمة مضافة في حق هذه الشجرة المباركة التي تشعرك في أسمى آياتها ومعانيها الراقية الخالصة بحس وطني ومواطنة حقة، مؤكدا في ذات الوقت أن هذا اليوم التاريخي يعتبر اعترافا بعنصر من عناصر النظم الإيكولوجية المغربية، ورمزا من رموز الصمود والخلود، مشيرا أن الإعلان الأممي قد جاء تتويجا لجهود المملكة المغربية، تحت التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الرامية لحماية وتنمية واستدامة هذا الموروث الطبيعي ، ذي الأبعاد الثقافية والسوسيواقتصادية…
جميل أن ترى وتتابع مراحل استخراج زيت أركان من فصل النواة (الثمرة) عن قشرتها إلى زيت جاهزة إما للأكل بخبز الكانون الطيني التقليدي -وهذا غالب الاستخدام- أو مخصص للتداوي والتجميل، مرورا بمرحلة التحميص والطحن والعصر… لقد كان ذلك فقرة جميلة من الفقرات الأساسية لهذا الحفل، والأجمل فيها أنها عبارة عن ورشة جسدها المتعلمون أنفسهم على شكل سلسلة من المراحل السابقة الذكر وبزي ووسائل تقليدية أبهرت الزوار أهل منطقة سوس قبل أن يعجب بها أبناء الراشيدية ودكالة…
ولعل مسك الختام، أن تغرس بأناملك فسيلة. كان ذلك في الفقرة الأخيرة من هذا الحدث؛ حيث اجتمع الحضور حول شجرة مثمرة بحبات الأركان أنبتت بساحة المؤسسة، وأنشد الأطفال كلمات بحقها بمشاركة ملفتة للأطفال في وضعية إعاقة، لتختم الفقرة بتعاون الجميع على غرس برعومة صغيرة لشجرة أركان، اعترافا بفضلها ودورها وتعبيرا عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها”، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتستمر شجرة أركان …