اليوتيوبرز المغاربة في المهجر: سفراء رقميون للمغرب في زمن كأس إفريقيا

غير مصنف

اليوتيوبرز المغاربة في المهجر: سفراء رقميون للمغرب في زمن كأس إفريقيا

بقلم : أحمد بومهرود باحث في الإعلام و الصناعة الثقافية

في ظل تنظيم كأس إفريقيا للأمم بالمغرب 2025، تبرز ظاهرة اليوتيوبرز المغاربة المقيمين في الخارج كأحد أبرز مظاهر الحضور الثقافي غير الرسمي للمملكة على الساحة الرقمية. هؤلاء صناع المحتوى، الذين يتوزعون على دول مثل أمريكا، تركيا، الصين، وأوروبا، لم يعالجوا فقط تجارب الهجرة والحياة في المهجر، بل أصبحوا صوتًا رقميًا يروّج لصورة المغرب ويعكس تعددية تجارب المغاربة عبر العالم.

  • من هم اليوتيوبرز المغاربة في الخارج؟

يتنوع مشهد صناع المحتوى المغاربة المقيمين بالخارج بين:

  • يوتيوبرز يعالجون تجارب الهجرة والحياة اليومية في الغرب، من خلال مدونات فيديو (vlogs) توثق صراعات التكيف، فرص العمل والتعليم، وأحيانًا الصعوبات الثقافية التي يواجهها المهاجرون. هذه القنوات تحظى بمتابعة كبيرة من الشباب المغربي الباحث عن التجربة أو المعلومات حول الهجرة.
  • يوتيوبرز سفر واستكشاف يرصدون زياراتهم إلى دول مثل أمريكا وآسيا وأوروبا، ويقدمون مقارنات بين أنماط الحياة، التكاليف، والعادات، مما يثير اهتمام جمهور واسع من المتابعين الذين يتوقون للسفر أو يخططون له.
  • صناع محتوى تقني أو ثقافي يقدمون مراجعات تقنية، نصائح مهنية، أو محتوى ترفيهي، لكنهم يربطون تجاربهم اليومية بهويتهم المغربية، ما يساهم في تعزيز صورة المغترب الذي يحافظ على جذوره.
    هذه الفئة من القنوات أصبحت منصات للتعبير عن الهوية، الانتماء، والطموح، وتقديم نماذج نجاح متنوعة تُظهر قدرة المغاربة على التميز خارج الحدود.
  • وظيفة اجتماعية وثقافية في زمن كأس إفريقيا

تتزامن هذه الظاهرة مع احتضان المغرب لـ كأس إفريقيا للأمم 2025، ما يمنح فرصة تحليلية لفهم كيف يمكن لصناع المحتوى الرقمي أن يكونوا سفراء غير رسميين لوطنهم:

  • الترويج للصورة الإيجابية للمغرب: من خلال سرديات شخصية عن الزيارة، السفر، والعودة إلى الوطن، يعكس هؤلاء اليوتيوبرز مشاعر الارتباط الوطني والفخر بالإمكانيات الثقافية والسياحية للمملكة. وهي صورة مكملة لجهود الدعاية الرسمية في سياق البطولة القارية.
  • نقل تجارب الثقافات المختلفة إلى الجمهور المغربي: التجارب التي يقدمها مغاربة الخارج حول الحياة في دول متعددة (العمل، الدراسة، الاندماج) توفر رؤى تعليمية وتثقيفية لجمهورهم في المغرب، وتغذي النقاش حول الهجرة والرأسمال البشري.
  • تعزيز الحوار بين المغاربة داخل الوطن وخارجه: تساهم المنصات الرقمية في خلق جسر تواصل معرفي وإنساني بين الجالية المغربية المقيمة في بلدان المهجر وبين الجمهور داخل المغرب، ما يساعد على تبديد الصور النمطية والتقريب بين التجارب.
  • نماذج نجاح وتأثير رقمي

رغم أن التقديرات الرقمية حول قنوات محددة للمغاربة في الخارج غير موثقة في نتائج البحث الحالية، فإن وجود مجتمعات إعلامية واسعة تشارك قصص الزيارة الأولى إلى المغرب، المقارنة بين الثقافات، ومشاعر العودة للوطن يعكس التأثير الاجتماعي الكبير لهذه القنوات على شبكات التواصل والمشاهدين عبر اليوتيوب والمنصات الأخرى.
وقد أصبحت بعض هذه القنوات، خاصة تلك التي تقدّم محتوى سياحي أو ثقافي، مرجعًا للمغاربة والأجانب المهتمين بالتعرف على الوجه الإنساني والطبيعي والثقافي للمغرب، بعيدًا عن الصور النمطية التقليدية.

  • تحديات وفرص في المشهد الرقمي

رغم الإسهامات الإيجابية، يواجه اليوتيوبرز المغاربة في الخارج عدة تحديات:
مصداقية المحتوى: تتطلب التجارب المعروضة توازنًا بين الصراحة وطرح صورة بناءة عن الواقع، بعيدًا عن المبالغات أو التشويه.
التنافس في عالم المحتوى: اليوتيوب ومنصات التواصل تضج بمحتوى متنوع، مما يجعل جذب اهتمام الجمهور والحفاظ عليه تحديًا مستمرًا.
الربط ببرامج وطنية: رغم الدور الذي يلعبونه في تعزيز صورة المغرب، تبقى روابطهم المؤسسية مع الهيئات الرسمية أو الإعلامية ضعيفة نسبيًا، ما يقلل من إمكانية التأثير في السياسات أو السياحة بصورة أكبر.

  • المغرب في عيون اليوتيوبرز المغاربة
    في سياق كأس إفريقيا للأمم بالمغرب 2025، لا يمكن إغفال دور اليوتيوبرز المغاربة المقيمين بالخارج كجزء من القصة الثقافية والشعبية للمغرب المعاصر. هم ليسوا مجرد ناقلين لتجارب فردية، بل هم سفراء رقميون يسهمون في رسم صورة مشرقة للمملكة، مجسّدين تعدد الاهتمامات من السفر والاستكشاف إلى الحياة اليومية في بلاد الغربة، ويجسدون قدرة الجالية على المساهمة في بناء جسر معرفي وثقافي بين المغرب والعالم.