قد أكون واحداً من آلاف المغاربة أوأكثر الذين تأثروابشكل رهيب لحظة انهيارك مباشرة بعد صفارة النهاية…وملامح الصدمة غير قادرة على فهم واستيعاب ما وقع بين ثانية وأخرى… كي يتحطّم ذاك الحلم الذي بنيته مع مجموعتك الوطنية بالكثير من التضحية والجهد والعمل المتواصل… وبحسّ وطني عال.. والتزام أخلاقي رفيع ومفعم بهذه التقدير لراية وطنك.. والاحترام لخصومك..
هذه القيم العالية التى جعلتنا بقدر ما نتقاسم معك هول الصدمة ومآسيها بقدر ما نعتزّ بك كاطار وطني جزائري مغاربي يسعى إلى خدمة بلاده والإرتقاء بها نحو الأفضل من خلال حب الوطن الذي لم يمنعك من انتقاذ أرضية ملاعب بلدك.. كما لم تمنعك أيضاً أن توجه الشكر إلى بلدي أثناء استضافة إحدى مباريات فريق الخضر بمراكش رغم تصنيفنا بالعدو الكلاسيكي من طرف نظام بلدك..
بهذه الحمولة الأخلاقية وغيرها خرجنا جميعا برفع راية الجزائر لحظة التتويج بكأس أفريقيا حينها ..متوجة ببرقية تهنئة ملك المغرب الى الشعب الجزائري أيضا
هي نفس الروح التي تمدّ يدها إليك ومن أبناء وبنات جارك الغربي المغربي كي تمسح دموعك…أيها البطل المغاربي الرائع الخلوق..
فنحن إخوة في التاريخ… وأبناء عمومة في الجغرافيا.. نتقاسم نبضات انفعالاتنا على ايقاعات الفرح كما الحزن..
هي اللحمة الصلبة القادرة على محو كل الأحقاد والضغائن التي حاول النظام العسكري هناك شيطنتها وتسييجها بالكثير من السموم والأكاذيب المغرضة..
ذات النظام نفسه الذي لا يفوت فرصة استغلال وبشكل بشع إنجازاتك بمعية أبطال فريقك الوطني..
فكم من انتصار حوّلوه إلى مدخل لتحرير فلسطين…بربط ارجل الاعبين بدماء شهداء الثورة الجزائرية.. مع تبريكات بعدد المليون والنصف المليون شهيد
هو النظام نفسه الذى جعل الطفل الجزائري يمتحن في تحديد زوايا هدف بلاني بمرمي المغرب..
هو نفسه الذى ترك أنصار منتخب الخضر يقضي الليلة على أرضية المطار بالكاميرون
هو نفسه.. من أرهقهم كي يحصلوا على فرصة الولوج إلى الملعب عشية الأمس..
من أطلق ذبابه وبتلك الأماني بإقصاء بلدي من التأهيل.
هو نفسه الذي تقلقه هذه اللحمة حين تتجدد في لحظات تقاسم انفعالاتنا بعد كل هذه الأساليب المافيوزية..
هي الآن اليوم التي جعلتني كواحد من المغاربة يقفون احتراما لك أيها البطل .. ولأبطال الجزائر .
فالخيول تكبو
لكنّها لا تسقط…
… ولم / لن تسقط.. في أعيننا..ايها البطل
يوسف غريب