أكادير24
تناقلت مجموعة من الصفحات الفايسبوكية خبرا مفاده أن مجموعة من المداشر والمدن بجهة سوس ماسة كتارودانت وأولاد تايمة والدراركة وإنزكان وأكادير.. تعرف في الاونة الأخيرة إنتشارا واسعا لظاهرة “الكريساج” والمتمثل في عصابات مدججة بالأسلحة تستعمل ناقلات ذات محرك في عملياتها.
وحقيقة الأمر أن مجموعة من رواد العالم الأزرق ينساقون وراء هذه الأخبار وينشرونها بسرعة حتى تتحول إلى حقائق رغم عدم التدقيق في محتواها.
وفي نفس السياق، علمت أكادير24 أنه لم يتم تسجيل سوى بعض الشكايات المحدودة في الموضوع لدى المصالح الأمنية التي لا يمكنها التحرك دون التوفر على معطيات ملموسة. هذا بالإضافة إلا أنه ورغم تسجيل بعض الحالات المتفرقة إلا أن الضحايا لا يقومون بالتبليغ عن هذه الجرائم ما يشجع الجانحين على الإستمرار. بل أكثر من هذا فهناك بعض المناطق تعرف سلوكات شادة إلا أن الساكنة والمواطنين لا يتعاونون ويتسترون على المجرمين.
كل هذا ينضاف إلى ضعف الموارد البشرية واللوجستيكية لدى أغلب مراكز الدرك الملكي حيث تجد عدد قليل من الدركيين مقابل الالاف من الساكنة ونفوذ ترابي شاسع. ناهيك على تعدد مهام الدركيين الذين يشتغلون 24 ساعة دون توقف. دون إغفال العقلية السائدة لدى المواطن الذي لا يعرف سوى الإنتقاذ دون المساهمة في محاربة الجريمة.
فرغم كل الجهود الأمنية المبذولة لمحاربة الظاهرة إلا أن تأثيرها يبقى محدود في ظل غياب تعاون فعلي بين المواطن والسلطات. كما أن بعض أعوان السلطة يتحملون جانبا من المسؤولية بحكم إحتكاكهم اليومي مع مشاكل المواطنين إلا أن بعضهم يختزل دوره في التبليغ عن البناء العشوائي لا غير.
من جانبه وجب على المشرع المغربي النظر في بعض التشريعات من قبيل إستعمال السلاح ضد الجانحين وتشديد العقوبة بالنسبة لجرائم إعتراض السبيل وكذا قانون مطاردة الخارجين عن القانون.
إذن فمشكل تنامي ظاهرة إعتراض السبيل مشكل مركب تتداخل فيه مجموعة من العوامل وجب تقويمها. لأن المقاربة الأمنية وحدها لن تحل المشكل.