توقعت الاستخبارات الوطنية الأميركية حدوث مواجهة مباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
في هذا السياق، قالت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هينز، أن هناك احتمالا “حقيقيا” لاندلاع مواجهة بين روسيا وحلف الناتو، مشيرة إلى “مخاطر كبيرة لحدوث ذلك”.
وخلال استعراضها تقريرا استخباراتيا بلجنة المخابرات بمجلس الشيوخ في إطار جلسة الاستماع السنوية حول التهديدات العالمية لأمن الولايات المتحدة، أوضحت هينز أن “روسيا ربما لا تسعى إلى صراع مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، لكن الحرب في أوكرانيا تنطوي على مخاطر كبيرة لحدوث ذلك”.
وأوضحت ذات المتحدثة أن “هناك احتمالا حقيقيا لأن تؤدي الإخفاقات العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى إلحاق الضرر بالرئيس فلاديمير بوتين ومكانته المحلية، مما يزيد من احتمالات التصعيد”.
حرب طاحنة
وصفت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هينز ما يحدث في أوكرانيا بأنه “حرب استنزاف طاحنة”، مؤكدة أن “المخابرات الأميركية لا تتوقع أن يتعافى الجيش الروسي بدرجة كافية هذا العام لتحقيق مكاسب كبيرة على الأرض”.
وحذرت ذات المتحدثة من أن هذا الوضع قد يؤدي إلى إقامة تحالفات بين روسيا والصين، مشيرة إلى أن الأخيرة سترحب بهذا الأمر نظرا لأنه يخدم مصالحها.
وأضافت هينز أنه “على الرغم من رد الفعل العالمي العنيف على الغزو الروسي لأوكرانيا، إلا أن الصين ستحافظ على تعاونها الدبلوماسي والدفاعي والاقتصادي والتكنولوجي مع روسيا لمواصلة محاولة تحدي الولايات المتحدة، حتى لو كانت ستحد من الدعم الشعبي”.
وأعربت مديرة الاستخبارات عن مخاوفها من تمدد الصراع الروسي الأوكراني ليشمل أطرافا أخرى، بينها الناتو وأمريكا الذين يقدمان مساعدات عسكرية لكييف، وهو الأمر الذي لا تنظر إليه روسيا بعين الرضا.
السنوات المقبلة حاسمة
أوضحت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أن “السنوات القليلة المقبلة ستكون حاسمة، حيث تشتد المنافسة الاستراتيجية بين أمريكا من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى، ولا أحد يعلم كيف سينتهي الأمر”.
وركزت ذات المتحدثة على التهديدات التي تواجهها أمريكا من طرف الصين وروسيا، حيث أبرزت أن الزعيم الصيني شي جين بينغ يسعى لجعل بلاده قوة كبرى على المسرح العالمي، مشيرة إلى أن الحزب الشيوعي “مقتنع بشكل متزايد بأنه لا يمكنه فعل ذلك إلا على حساب القوة والنفوذ الأميركيين”.
ولفتت المتحدثة ذاتها إلى أن السنوات المقبلة يمكن أيضا أن تشهد قيام الصين بمزيد من التجاوزات في مضيق تايوان أو تحليق الصواريخ، وذلك في مقابل دعم الولايات المتحدة الأمريكية للجزيرة.