الكشف عن أسباب ارتفاع أسعار زيوت المائدة بالسوق الوطنية
أجرى مجلس المنافسة دراسة للكشف عن الأسباب الحقيقية لارتفاع أسعار بيع زيوت المائدة في السوق الوطنية، بناء على طلب رأي من لدن رئيس مجلس النواب.
وكشفت نتائج هذه الدراسة أن “الزيادات الأخيرة التي عرفتها أسعار زيوت المائدة بالسوق الوطنية يرجع لتظافر عاملين أساسيين، أولهما موضوعي ويتعلق ببنية هذه السوق، والثاني مرتبط بتطور أسعار المواد الأولية في السوق الدولية”.
وبالنسبة للعوامل المرتبطة بالسوق الوطنية، فقد أوضح المجلس أن المغرب يعرف خصاصا بنيويا على مستوى إنتاج الحبوب الزيتية، إذ أن حاجيات البلد من المواد الأولية الزيتية يتم استيرادها تقريبا بالكامل بنسبة 98,7 في المائة من السوق الدولية على شكل زيوت نباتية خام، فيما تساهم الحبوب الزيتية المنتجة محليا بنسبة 1,3 في المائة فقط.
وأضاف المجلس أنه على مستوى قطاع استخلاص الزيوت النباتية الخام انطلاقا من الحبوب الزيتية، تنشط شركتان فقط هما لوسيور كريسطال بفضل وحدتها الصناعية المتمركزة في الدار البيضاء، وشركة معامل الزيوت بسوس بلحسن بفضل وحدتها الصناعية المتمركزة بعين تاوجطات بجهة فاس – مكناس.
وأشار مجلس المنافسة إلى أن “هوامش ربح الشركات التي تنشط في سوق إنتاج زيوت المائدة تظل معقولة وتتراوح بين 4 في المائة و5 في المائة”، مضيفا أن “نشاط تصفية الزيوت النباتية الخام الوطنية يتميز بتنافسية كبيرة بالنظر لضعف واردات المغرب من الزيوت المصفاة”.
ومن ناحية التوزيع الجغرافي، أبرز المجلس أن الإنتاج الوطني من زيوت المائدة يتمركز في ثلاث جهات، وهي جهة الدار البيضاء سطات بنسبة 62 في المائة حيث تتواجد وحدتان صناعيتان تابعتان لكل من شركة لوسيور كريسطال وشركة صافولا، تليها جهة سوس ماسة بنسبة 23 في المائة حيث تتواجد وحدة صناعية تابعة لشركة معامل الزيوت بسوس بلحسن، وجهة فاس – مكناس بنسبة 15 في المائة حيث تتواجد وحدتان صناعيتان تابعتان لكل من شركة معامل الزيوت بسوس بلحسين وشركة سيوف.
وفي ما يتعلق بالعوامل المرتبطة بالسوق الدولية، فقد أشار المجلس إلى أن ثلاث دول ومجموعات تزود المغرب بكل حاجياته من الزيوت النباتية الخام وهي الاتحاد الأوروبي، الذي يعتبر أكبر مزود للمغرب من الزيوت النباتية الخام بنسبة 54 في المائة، تليه الأرجنتين بنسبة تقارب 34 في المائة ثم الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة تقارب 7 في المائة.
وأكد المجلس أن أسعار الزيوت النباتية الخام ارتفعت بشكل كبير في السوق الدولية مع بدء مرحلة تخفيف القيود الصحية المرتبطة بجائحة كوفيد-19 والارتفاع المتزامن لأسعار النقل الدولي والطاقة.
وتوقف المجلس عند عامل آخر يرتبط بالسوق الدولية، حيث سجل أن هناك ترابطا قويا بين أسعار زيوت المائدة المطبقة في السوق الوطنية وأسعار المواد الأولية في السوق الدولية، فضلا عن التقارب في تطبيق الزيادات في أسعار زيوت المائدة لدى الشركات المنتجة.
وتبعا لذلك، خلص مجلس المنافسة إلى أن “حدة الزيادات الأخيرة في أسعار المواد الأولية ارتفعت نتيجة ارتفاع تكاليف الشحن ونقل السلع على المستوى الدولي بالنظر لارتفاع الطلب على المواد الأولية خلال الفترة الأخيرة التي تميزت بتعافي الاقتصاد العالمي، وبالنظر كذلك للأزمة التي نتجت عن قلة الحاويات وإلى حالة الاكتظاظ التي سجلت على مستوى بعض الموانئ الدولية”.
وتجدر الإشارة إلى أن الدراسة التي أجراها مجلس المنافسة حول ارتفاع أسعار زيوت المائدة بالسوق الوطنية يأتي بعد شكايات المواطنين المتزايدة بشأن هذا الارتفاع، وسط مطالبهم بتدخل المجلس للتحقيق في الموضوع.