أكادير24 | Agadir24 – الاستاذ اليزيد كونكا
في الواقع الامانة العامة لحزب العدالة والتنمية لم تكن موفقة في بلاغها في اختيار العبارة الصحيحة عند حديثها عن علاقة المغرب الخارجية ،واستعمالها عبارة المغرب يدافع عن الكيان الصهيوني في منتديات دولية والحديث في نفس الوقت عمايمر به الشعب الفلسطيني من معاناة نتيجة الاعتداء المستمر عليه من قبل جيش الاحتلال يعطي الانطباع أن المملكة المغربية تدافع عن دولة الكيان الصهيوني فيما يقوم به من اعتداء على الشعب الفلسطيني، وهذا لا يمكن حتى تصوره مهما بلغ التنسيق والتعاون العسكري بين المغرب والكيان الاسرائيلي.
ومعلوم أن المغرب وبالرغم من انخراطه في التعاون الأمني والعسكري مع هذالكيان فإنه وضع خطوط حمراء لايمكن أن يتعداها ذلك التعاون مع وضع شروط او إطار عمل لا يمكن أن تجاوزه باعتبار القضية الفلسطينية هي بمثابة قضية وطنية بالنسبة للمملكة المغربية مع الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني لقيام دولته المستقلة بحدود عام 1967 اي اعتبار القدس عاصمة لدولة فلسطين. ومعلوم أن العلاقة الدبلوماسية الإسرائيلية المغربية لم ترقى بعد إلى اعتماد السفراء بينهما وهو ما تحاول إسرائيل تحقيقه بكل الوسائل مستغلة حضورها في شخص الممثل القائم بالعمل الدبلوماسي لديها بالرباط ،لخلق اختراقات على المستوى الشعبي وهو ما لم يتاتى لها لتجذر ايمان الشعب المغربي بالقضية الفلسطينية وما تمثله القدس من رمز ديني لديه .
وقد نشر لي مقال علاقة بهذا إبان عودة تلك العلاقة الدبلوماسية (سأعمل على نشره ادناه) ولم الاحظ منذ ذلك التاريخ اي تغيير في تعامل المملكة المغربية على مستوى القضية الفلسطينية وبقيت محافظة على نفس النهج والاسلوب، في الوقت الذي تقوم منظمات حقوقية وسياسية مغربية بالتنديد بكل تطبيع يحاول الكيان الاسرائيلي تنفيذه على أرض الواقع .
ومعلوم أن ما يجري على الساحة الدولية نتيجة حرب اكرانيا وما يحدثه ذلك من تغيير في النظام العالمي والذي غير كثيرا من المعطيات على أرض الواقع ودفع دول كثيرة إلى إعادة قراءة حساباتها وتحالفاتها والبحث عن مخرجات لإيجاد قدم لها في عالم جديد متعدد القطبية .
والمغرب لايشكل الاستتناء في هذا لوضع العالمي الجديد وقد طرق عدة مسالك وعلى اكثر من جبهة الهدف منها اتبات الذات كدولة إقليمية تتطلع أن يكون لها دور محوري خاصة على مستوى القارةالافريقية وحضور ديبلوماسي قوي على مستوى العالم العربي والدولي ولن يتاتى له ذلك إلا بتقوية ترسانته العسكرية لحماية حدوده اولا وفي استراتيجيه عدم الاستعانة على شريكه التقليدي فرنسا التي سار منافسا لها بافريقيا.
لكن يبقى السؤال هو إلى أي مدى يحقق المغرب أهدافه الاستراتيجية متوسطة المدى وبعيدة المدى وبالحفاظ على سياسته الخارجية كما هي محددة والتي تتحكم فيها اعتبارات دينية بالأساس علاقة مع انفتاحه دبلوماسيا وتجاريا وتعاونه عسكريا مع دولة الكيان الاسرائيلي ؟ ، لايبدو التكهن حاليا بجواب حاسم خاصة والعالم يعرف تحولات يومية كبيرة لايعرف نتائجها على أرض الواقع على كل دولة بما فيها دولة الكيان الاسرائيلي التي تعرف هزات داخلية وتغييرات في محيطها الإقليمي والتي تعدت إلى تململ في نظرة أمريكا نفسها للوضع القائم على أرض فلسطين خاصة في ظل الإدارة القائمة حاليا بالبيت الأبيض.