تتصاعد في الأونة الأخيرة استغاثات الفلاحين الصغار الذين يعيشون ظروفا صعبة في ظل استمرار تداعيات الجفاف الذي تشهده البلاد وارتفاع أسعار المدخلات الفلاحية.
وتشهد مناطق واسعة من المملكة نقصا حادا وغير مسبوق في الأمطار، ما ينذر بموجة جفاف هي الأقسى منذ قرابة سنوات، والتي من المرجح أن تؤثر طويلا على العديد من المجالات المرتبطة بالمياه، وفي مقدمتها الفلاحة.
وأمام هذا الوضع، يعاني مجموعة من الفلاحين الصغار، الذين ظلوا متمسكين بأراضيهم لسنوات رغم قلة التساقطات وتوالي سنوات الجفاف، خاصة في ظل غلاء مواد مدخلات الإنتاج الفلاحي، والدعم الحكومي غير الكافي لتجاوز محنتهم.
ومن بين الفلاحين المعنيين، من ينحدر من منطقة الغرب، التي تعد أحد أعمدة الاقتصاد الوطني مجاليا من حيث المنتجات الفلاحية، حيث أصبحت تعيش اليوم أزمة حقيقية يدفع ثمنها الفلاحون الصغار بسبب الزيادة في الأسعار وغلاء المعيشة.
في هذا السياق، اشتكى الفلاحون المعنيون من السياسات الحكومية التي لا تدعمهم ولا توفر لهم الحماية من جشع المضاربين العقاريين الذين أصبحوا يستغلون الطروف المناخية وحالة الطقس لاقتناء أراضيهم بأبخس الأثمان، الأمر الذي يضطرهم إلى الهجرة نحو المدن، بحثا عن مستقبل معيشي أفضل.
وفي سياق متصل، اتهم هؤلاء الوزارة الوصية بعدم اتخاذ إجراءات استباقية لدراسة خطورة الوضع القائم في حالة انحباس الأمطار في الثلاثة الأشهر المتبقية من فصل الشتاء، بالإضافة إلى عدم ابتكار حلول جديدة لدعم الفلاحين أو تحضير مقترج مالي جديد يهم دعمهم.
وأمام هذا الوضع، يطالب الفلاحون المعنيون الحكومة باتخاذ إجراءات مستعجلة من أجل إنقاذهم من وضعية الفقر التي يعيشونها، وضمان تمسكهم بأرضهم وماشيتهم، وتفعيل مخططات الحكومة التي جاءت في البرنامج الحكومي والرامية إلى بناء الدولة الاجتماعية.