أكادير24 | Agadir24
حذر دبلوماسي وباحث أميركي بارز من أن العالم يمر اليوم بواحدة من مراحله المفصلية الخطيرة في تاريخه.
وأوضح ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية (مركز أبحاث يُعنى بالسياسة الخارجية الأميركية والشؤون الدولية) أن “هذا الخطر يعود إلى التدهور الحاد الذي يشهده النظام العالمي في الوقت الراهن”.
وأضاف ذات المتحدث في مقال نشر بمجلة “فورين أفيرز” الأميركية، أن “هذا الوضع ينذر بتراجع مستوى الأمن العالمي، وذلك بسبب التقاء جملة من التهديدات القديمة والجديدة”.
وأضاف هاس أن العالم يشهد عودة بعض “أسوأ مظاهر الجغرافيا السياسية” التي تتجلى في تنافس القوى العظمى، والطموحات الاستعمارية، والصراعات حول الموارد.
واعتبر الباحث نفسه أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتوق إلى صنع مجال نفوذ لبلاده من جديد، وربما حتى إمبراطورية روسية”.
وفي ذات السياق، لفت الباحث إلى “سعي الصين تحت قيادة الرئيس شي جين بينغ وراء هيمنة إقليمية -وربما عالمية- وهو ما يضعها في مسار يفضي إلى مزيد من التنافس أو حتى المواجهة مع الولايات المتحدة”.
لكن هذا ليس كل شيء حسب هاس، فالمخاطر الجيوسياسية التي أشار إليها في تقديره تصطدم بتحديات معقدة جديدة، من قبيل تغير المناخ، وتفشي الأوبئة، وانتشار الأسلحة النووية.
استحالة اتحاد القوى العظمى
أوضح الدبلوماسي الأمريكي ريتشارد هاس أن “الخصومات المتزايدة بين القوى العظمى جعلت من شبه المستحيل إقرار تعاون فيما بينها لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، حتى لو كان ذلك في مصلحتها”.
ومما يزيد الصورة تعقيدا -حسب ذات المتحدث- هو أن “ديمقراطية الولايات المتحدة وتجانسها السياسي معرضان للخطر بدرجة لم تشهدها منذ منتصف القرن الـ 19”.
وأشار ذات المتحدث إلى أن أميركا “الممزقة داخليا” لن تكون مستعدة أو قادرة على تولي القيادة على المسرح الدولي، مضيفا أن هذه الظروف ولًّدت “ضعفا” تسعى روسيا والصين ودول أخرى لاستغلاله لصالحها.
العالم على حافة صراع مدمر
أكد رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية أن “العالم على حافة صراع مدمر”، حيث أشار في هذا الصدد إلى “تزايد احتمالات نشوب حروب بين القوى الكبرى في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادي، إلى جانب تعاظم قدرات إيران على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، فضلا عن اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وتلميح الصين بغزو تايوان”.
واعتبر كاتب المقال أن الانقسام العالمي يزداد حدة يوما بعد آخر، ولعل أبرز مثال على ذلك الأزمة الأوكرانية التي انحازت فيها الصين إلى جانب روسيا، في حين رفضت العديد من الدول الالتزام بالعقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو.
ومن وجهة نظر الكاتب، فإن “هيمنة القوة الأميركية آخذة في الاضمحلال”، ليس بسبب تدهور الولايات المتحدة، بل بسبب “صعود البقية”، أي تطور الدول والكيانات الأخرى اقتصاديا وعسكريا، وبروز عالم من سماته انتشار القوة على نطاق أوسع.
وخلص الكاتب إلى أن الجهود المبذولة لبناء نظام دولي جديد تحظى بدعم واسع النطاق من الدول الكبرى، لكن كلا من هذه الدول تسعى لفرض هيمنتها في هذا النظام، قبل أن تفكر في مواجهة التحديات المشتركة، وفي مقدمتها منع الانتشار النووي ومكافحة تغير المناخ والأمراض المعدية.