بعدما راجت أنباء كثيرة حول مرض الفطر الأسود الذي ظهر لدى مرضى فيروس كورونا في الهند، وبعدما عمت التساؤلات مختلف البلدان حول هذا المرض الغريب، ومدى خطورته، قرر الدكتور الطيب الحمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الإسهام بإجابات حول هذا الموضوع.
في هذا السياق، أوضح الطيب حمضي أن “مرض الفطر الأسود الذي انتشر في الهند مع أوج عدوى السلالة الهندية لكوفيد-19، مرض قديم ونادر جدا”، مضيفا أن انتشاره راجع لعوامل محصورة في الهند وليس في غيرها في أغلب دول العالم.
وأكد حمضي أن هذا المرض “ليس جديدا”، مشيرا إلى أن تشخيصه لأول مرة يرجع لحوالي قرن ونصف من اليوم، مطمئنا الرأي العام إلى أنه “ليس هناك ما يدعو للقلق”.
ما هو الفطر الأسود ؟
أوضح الطيب حمضي بأن الفطر الأسود ليس مرضا جرثوميا ولا فيروسيا، بل هو ناتج عن الإصابة بنوع من الفطريات، وبالضبط الفطار المخاطي Mucormycose.
وأضاف ذات المتحدث بأن هذه الفطريات هي كائنات دقيقة ميكروبية تتواجد بكثرة في البيئة المحيطة بنا، في النباتات والفواكه وأوراق الأشجار التي هي في طور التحلل، وفي الحيوانات.
وتابع حمضي قائلا بأن “الفطريات في العادة لا تتسبب في أية أمراض، حيث يتعايش معها الإنسان بشكل عادي، باعتبار أن مناعة الجسم تقاوم بسهولة تلك الفطريات، لكن ما إن يصاب الانسان بمرض، أو يتناول أدوية تُضعِف مناعة الجسم بشكل كبير، حتى تنتهز الفطريات الفرصة للتسلل الى داخل الجسم مستغلة عدم قدرة مناعته على مواجهتها”.
كيف يتسلل الفطر إلى جسم الإنسان ؟
أوضح حمضي أن الفطر الأسود يدخل جسم الإنسان عن طريق الاستنشاق وأحيانا عبر جروح في الجلد، وأنه يصيب الأنف والجيوب الأنفية، كما يتسلل إلى الرئتين وأحيانا للعين والدماغ وأعضاء أخرى.
وعلاوة على ذلك، يمكن أن يتسبب الفطر المخاطي في انسداد الأوعية الدموية، ومن ثم تموت الأنسجة ويميل لونها للسواد على مستوى الوجه، ولذلك فهو يسمى بالفطر الأسود.
ما هي أسباب انتشار المرض ؟
فسر الدكتور حمضي سبب انتشار الفطر الأسود بشكل كبير في الهند بالموجة العاتية من الإصابات اليومية بكوفيد 19، ووجود مرضى السكري غير المنضبط في الهند بأعداد كبيرة جدا من دون تكفل طبي ملائم، فضلا عن الظروف البيئية والصحية المواتية لانتشار هذا النوع من الفطريات هناك.
هل الفطر معد ؟
بخصوص التساؤلات المطروحة حول إمكانية انتقال عدوى الفطر الأسود من المصابين إلى غيرهم، أكد حمضي أن ذلك “غير ممكن”، باعتبار أن هذا المرض ليس معديا، مبرزا أنه “لا ينتشر إلا إذا توفرت له عدة ظروف، ومنها المناعة المنخفضة لدى المرضى، وضعف شروط النظافة، والاستعمال المفرط أو العشوائي لبعض الأدوية المثبطة لمناعة جسم الإنسان”.
إلى ذلك، نبه حمضي إلى ضرورة الاهتمام بمرضى السكري على وجه الخصوص وضعاف المناعة الذين جرى تشخيص إصابتهم بفيروس كورونا، كما نصح العموم بعدم التعاطي للأدوية كالكورتيزون والمضادات الحيوية بشكل عشوائي وبدون استشارة طبية.