الطيب حمضي يشيد بالإجراءات الاحترازية، ويطرح سيناريوهات التخفيف بالمغرب.
صرح الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، لوكالة المغرب العربي للأنباء بأن استقرار الوضعية الوبائية في المغرب ما كان ممكنا أن يتحقق بدون تلك الإجراءات الترابية التي أقرتها الحكومة المغربية في وقت سابق.
وأضاف حمضي قائلا : “اليوم نحن أمام تحدي التخفيف لاستعادة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياحية، دون المخاطرة بمكتسباتنا جميعا”.
مقترحات لتخفيف الإجراءات الاحترازية
اقترح حمضي في سياق تخفيف الإجراءات الوقائية المفروضة بعموم المملكة تهوية الفضاءات المغلقة التي يرتفع فيها خطر نقل العدوى، وعدم ارتيادها كل ما أمكن، وذلك إلى جانب “استغلال الفضاءات الخارجية للمقاهي والمطاعم عوض الداخل وتساهل الجماعات المحلية في هذه الظروف”.
وشدد الباحث على ضرورة الاستمرار في الالتزام بغسل اليدين ثلاث أو أربع مرات في اليوم، والحرص على إجراءات التباعد، وعدم التخلي عن ارتداء الكمامات الواقية، باعتبار ذلك من أهم إجراءات مواجهة تفشي الفيروس.
إجراءات بسيطة، لكنها مهمة !
قال الحمضي عن إجراءات التباعد والوقاية والنظافة بأنها “بسيطة وسهلة ومجانية، فضلا عن قدرتها على الحفاظ على صحتنا وحياتنا الصحية والاجتماعية والاقتصادية والسياحية”.
الالتزام الذي دعا إليه الحمضي المواطنين قال أنه “مفتاح للمضي قدما نحو التخفيف، لذلك وجب حسب ذات الباحث عدم التراخي لتجنب أي انتكاسة وبائية من شأنها إرجاع البلاد إلى الوراء في معركته ضد كورونا”.
تنويه بالملتزمين، وتنبيه للمفرطين
نوه حمضي بالمواطنين الذين “يحترمون الإرشادات الصحية الفردية والجماعية للوقاية من الفيروس، ويساهمون بذلك في الحد من انتشاره”، في حين نبه أولائك الذين “لا يبالون ويساهمون في انتشار الفيروس وتعقيد مهمة محاصرة الوباء” من تبعات ما يقومون به.
وألرز حمضي بأن قرار التخفيف من التدابير ”هو قرار بيدنا جميعا”، مبرزا أنه “كلما التزمنا بالتدابير الاحترازية، كلما لم تعد هناك حاجة للتدابير الترابية”.
وتابع الباحث أنه “لحسن الحظ، اتخذت بلادنا إجراءات قوية واستباقية بفضل التدخل الملكي مبكرا، وهي الاستراتيجية التي اعتمدتها كذلك بلادنا في الأشهر الأخيرة وأتت أكلها وأظهرت دراسة علمية نجاعتها”.
استراتيجية محكمة ثبتت نجاعتها
أفاد حمضي بأن المغرب اختار استراتيجية هي أقرب لتكسير المنحنى، مضيفا أنه وبفضلها تتمتع البلاد اليوم بوضعية وبائية جيدة ومستقرة، حيث إن مؤشر الإصابة في 24 ساعة المنصرمة بلغ أقل من 1 لكل 100 ألف نسمة، في حين قدر معدل التكاثر بأقل من 0.7، بينما سجلت خلال الأيام الماضية أقل بكثير من 10 حالات وفاة يوميا.
حملة التلقيح تمضي قدما
وأكد حمضي، أن المملكة متفوقة في تدبير حملة التلقيح الوطنية ضد فيروس كورونا، حيث يتم في الفترة الراهنة تلقيح الفئات العمرية من 45 سنة فما فوق، معتبرا أن هذا الأمر يمكن المملكة من تخفيف التدابير الترابية بالتدرج الآمن ودون أي تسرع.
وإضافة إلى ذلك، يجب أن يبدي الجميع حسب حمضي تعاونهم مع السلطات المحلية والأمنية، فضلا عن الانخراط في عملية التحسيس والتوعية بضرورة احترام الإجراءات الاحترازية.
إلى ذلك، أكد الطيب حمضي على أنه “لا يمكن المغامرة بإجراءات التخفيف بدون ضوابط وبدون آليات للتحكم القبلي والبعدي في أي تطور سلبي للحالة الوبائية”، مشيرا إلى أن “التضحيات والمجهودات التي قامت بها بلادنا لا يمكن المغامرة بها وخصوصا ونحن في مرحلة جني ثمار ما بذلناه من مجهودات وما حققناه من نجاحات”.