بزغ إهتمام ” الطيب الهوير ” بالجانب الفني والموسيقى منذ نعومة أظافره؛ حيث كان مهتما بشكل ملفت بالاستماع إلى الأغاني السوسية و خاصة المجموعات الغنائية مثل إنرزاف لحسن و لوباز إنضامن وأدادن؛ كما تأثر بأهرامات فن الروايس كالحسين الباز و فاطمة تبعمرانت و أمراكشي الخ … فتولدت لديه رغبة جامحة لولوج هذا العالم حتى يفجر مؤهلاته التي تثور بداخله ،فكانت ضربة البداية بالعمل مع مجموعات محلية مثل إزنكاض نتصورت و إمرجان نصويرة و إسفارن. ومع مطلع سنة 2004 أسس مجموعة ” ايت الخير ” بتمنار إقليم الصويرة ؛ هذه المجموعة التي استطاع برفقتها إبراز مؤهلاته في ميدان الغناء،وحلق عاليا في سماء المهرجانات المحلية والوطنية؛ الشيء الذي خول له الإنفتاح على تجارب فنية أخرى والإحتكاك معها؛ وتطوير أساليبه الإبداعية،وتتميز قصائده وألحانه بالنسج الخيالي الإحترافي والإختلاف عن باقي أقرانه من الفنانين والفنانات الأمازيغ؛ و في السنة الماضية 2015 أصدر أول ألبوم له بعنوان (تمزار)؛ بالرغم من العراقيل التي تواجهها المجموعة والمتلخص عموماً في إنعدام الدعم بشتى تلاوينه. ومن جهة أخرى أكد لنا”الطيب الهوير” أن راحة البال و الضمير لا يمكن للمرء أن يجدها إلا في التدين الحق كل هذا جعل شعره و غناءه يسير على الدرب القويم، حيث يتفادى ذكر أسماء الأنثى أو حتى التغزل بها كما يتحاشى ذكر ما فحش من القول ظاهرا و باطنا؛ ورغم ولوجه عالم الفن و الغناء، واهتمامه بهذا المجال في سن مبكرة؛ فهو يعتبر الغناء بالنسبة له مجرد هواية يجفف بها مشاعره المبتلة بالعشق الطاهر؛ ووسيلة فريدة وسامية يرسم بواسطتها مشاهد نموذجية من الواقع الإجتماعي؛ و من الحياة العاطفية كما يراها ليضعها في قالب فني بين أيدي جمهوره ومحبيه. وفي حوارنا الأخير معه حول مستقبل الموسيقى والفن بالمغرب فهو يستبعد أيما استبعاد، بل يرفض إطلاقا أن يمتهن هذه المهنة و لخص الأسباب في البيت الشعري المشهور لرائد الأغنية السوسية الحاج بلعيد: ( أيمارك أرجو كيسن سكرغ أحايك ألا إدوكان إغ إحاول إسلانغ. .. ) ؛وأكد أنه سيظل محافظا على عفة أشعاره رغم ما تحتويه من مشاعر وأحاسيس نبيلة و صادقة يروم من خلالها تجسيد الواقع العاطفي للجمهور؛ وأردف قائلا : ” بعد هذه الصلة بهذا الميدان خلصت إلى أن الجمهور ينقسم إلى شريحتين رئيسيتين: الأولى تهتم بالمضمون الذي يستنبط منه العبر و يقرب أحاسيسه لأحاسيس الشاعر إلى درجة الانصهار؛ أما الشريحة الثانية، فلا تهتم إلا بالإيقاعات و أنواع الموسيقى الصاخبة التي تهيج لديها المشاعر إلى درجة الهيستيريا، غير مبالية بالمضامين التي يشقى الشاعر في نسجها حتى يتسنى له أن يبلغ رسالته إلى جمهوره ؛ ومع كامل الأسف تتوسع هذه الشريحة في حين تتقلص قاعدة الشريحة الأولى ، و هذا ما جعل الشعر المغني يفقد قيمته الفنية؛ و نجاحه رهين بدرجة تسويقه. إلا أن هذه الفئة المهتمة بالمضمون تبقى المحفز الأساس لكل شاعر يؤثر الكلمة الهادفة على الساقطة”. أحمد الهلالي
- الرئيسية
- أخبار وطنية
- أكادير والجهات
- أكادير الرياضي
- سياسية
- الاقتصاد والمال
- كُتّاب وآراء
- البيئة والمناخ
- صوت وصورة
- خارج الحدود
- النسخة الفرنسية
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
What's Hot
“الطيب الهوير ” نموذج الفنان المتدين الذي كسر قيود بيئته المحافظة وصنع لنفسه مكانا في سماء الأغنية الأمازيغية
لا توجد تعليقات3 دقائق
تابعوا AGADIR24 على