أعلنت الصين يوم أمس الجمعة 5 غشت الجاري، إيقاف التعاون مع الولايات المتحدة في عدد من المجالات، وذلك ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان هذا الأسبوع.
8 إجراءات محددة
قالت وزارة الخارجية الصينية في بيان أنها أوقفت الحوار بين كبار القادة العسكريين، كما علقت محادثات المناخ مع الولايات المتحدة، وكذلك التعاون في منع الجريمة عبر الحدود وإعادة المهاجرين غير الشرعيين.
وإلى جانب ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أنها قررت فرض عقوبات على رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي وعائلتها المباشرة ردا على ما وصفته بأفعالها “الخبيثة” و “الاستفزازية”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية : “رغم ما أبدته الصين من مخاوف جادة ومعارضة حازمة، أصرت بيلوسي على زيارة تايوان والتدخل بشكل خطير في الشؤون الداخلية للصين وتقويض سيادة الصين وسلامة أراضيها وانتهاك سياسة “صين واحدة” وتهديد السلام والاستقرار في مضيق تايوان”.
وفي خطوة أخرى، قالت وزارة الخارجية الصينية إنها استدعت القائم بالأعمال في السفارة الكندية في بكين، جيم نيكل، ردا على مشاركة كندا في بيان صادر عن وزراء خارجية دول مجموعة السبع، يطالب الصين بحل التوتر حول مضيق تايوان بطريقة سلمية.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فقد حث وزير الخارجية الصيني كندا على “تصحيح أخطائها على الفور” بشأن قضية تايوان أو “تحمل جميع العواقب”.
وفي نفس السياق، توعدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون ينغ، المسؤولين اليابانيين، مشيرة إلى أن تصريحاتهم بشأن التوترات الحالية في مضيق تايوان محاولة لتبرير أفعال “المخطئين”.
واشنطن ترد
ردت واشنطن على الخطوات الصينية باستدعاء السفير الصيني لديها لتوبيخه، مؤكدة أن بكين لا تستطيع منعها من العمل في البحار ولا في الأجواء، وأنها مستعدة للرد عليها.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة نقلت احتجاجها للسفير على إطلاق الصين صواريخ باليستية نحو تايوان.
وقال البيت الأبيض، حسب ذات المصدر، أن “تصرفات الصين غير مسؤولة وتتعارض مع هدفنا بالحفاظ على السلام في مضيق تايوان”، مضيفا : “لقد أكدنا رغبتنا بإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة وسياستنا لم تتغير بشأن مبدأ “صين واحدة”.
ومن جهته، أدان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الجمعة، المناورات العسكرية الصينية في محيط تايوان، معتبرا أنها “تصعيد كبير”.
ولفت بلينكن إلى “عدم وجود مبرر” للتدريبات التي أطلقتها بكين ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان.
وأضاف “توقعنا بأن تتخذ الصين خطوات من هذا القبيل، وفي الواقع وصفنا هذا السيناريو بالضبط”.
كيف تفاعلت باقي الدول مع الموضوع ؟
كانت أستراليا من بين أول المنددين بإطلاق الصين صواريخ بالستية باتجاه المياه المحيطة بتايوان، حيث وصفت المناورات العسكرية في محيط الجزيرة بأنها “مبالغ فيها ومزعزعة للاستقرار”.
وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ، في بيان، أن “أستراليا تشعر بقلق عميق حيال إطلاق الصين صواريخ بالستية باتجاه المياه المحيطة بساحل تايوان”.
ودعت الوزيرة إلى “ضبط النفس وخفض التصعيد”، مشيرة إلى أنها أعربت عن قلقها لنظيرها الصيني حيال الموضوع.
وفي مقابل ذلك، أكدت روسيا أن “التوترات التي أثارتها زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان لن تهدأ سريعا”.
يذكر أن نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، زارت تايوان والتقت رئيستها وعددا من المسؤولين البارزين في وقت سابق من الأسبوع، مما دفع بكين لإجراء تدريبات عسكرية جوية وبحرية بالذخيرة الحية في المياه قبالة تايوان التي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها.