نــــداء الـــــوطن
شاهد العديد من متتبعي وسائل الاعلام الوطنية حدث مغادرة السيدة التي تعافت من فيروس كورونا بمستشفى مولاي علي الشريف بالراشيدية مرتدية لباسا ابيضا جميلا حاملة لوردة حمراء، وخلفها فريق طبي مدني وعسكري يصفق توديعا لها.
الاكيد أن هذه الوردة تخفي غابة من المجهودات والتضحيات التي يقوم بها مختلف الساهرين على تتفيد تدابير حالة الطوارئ الصحية، غير أن هذه التضحيات والآمال قد تتوارى اذا استمر نزيف خرق اجراءات الحجر الصحي و الذي عكسته الارقام المتزايدة لعدد المصابين بالفيروس ،وعدد المتابعين قضائيا من أجل خرق نفس الاجراءات، بالاضافة الى الاعلان عن تدابير جديدة ومنها ارتداء الكمامة وغير ذلك من الاجراءات.
واذا كانت وزارة الصحة قد اعلنت اليوم ان عدد المصابين بشكل مؤكد بالفيروس قد بلغ 1374 خلال ثلاثة اسابيع فقط ابتداءا من منتصف مارس من هذه السنة، فإن هذا العدد مرشح للارتفاع، وسوف يجد من لا يبالي بهذا الواجب الوطني أنه يسبب عمدا في ايداء نفسه واقاربه وجيرانه، وبذلك يكون قد قوض في نفس الوقت كل الجهود المبدولة لفائدة الصحة العمومية من طرف مختلف الساهرين عليها بارواحهم وراحتهم مضحين في نفس الوقت بدمائهم ودفئهم العائلي.
واذا كانت الدولة قد دعتك أيها المواطن إلى مساعدتها من جهتك بالالتزام باجراءات الحجر الصحي وقد وفرت لك الامن و الصحة واستمرار تموين السوق بالغذاء والماء والكهرباء ونقل القمامة، فقد يتعذر توفير كل هذه الشروط غدا اذا ما خرج التحكم في عدد المصابين عن السيطرة، فالصين (بقوتها) قاومت الفيروس لمدة 11 اسبوع ورغم توقف عدد المصابين بها فإنها لازالت مستمرة في بعض اجراءات الطوارئ الصحية إلى اليوم خوفا من عودة الوباء لحصد الاوراح من جديد .
لذلك فالوطن مفتوح على كل الاحتمالات وما حل به اليوم يفرض علنيا بصيغة (فرض عين) ان نقوم داخل أوساطنا العائلية ثم المهنية والسكنية بالتعبئة الشاملة لنداء الوطن.
الاستاد نور الدين بن محمد العلمي